منذ بداية الأزمة الخليجية ، وصلتني أكثر من 5 رسائل تحمل نفس المضمون ، بل أن 4 منها عبارة عن نسخة مكررة ، وجميعها تحذر من الفتنة ، وعدم الخوض فيها ، وترك الأمور لقادة الخليج ، وأهل السياسة ، لحلها .
رسائل جميلة في معناها ، تزيّنها أحاديث شريفة ، مردوفة بحكم ثمينة .
طبعاً وصلتكم رسائل مثلها ، ومؤكد أنها وصلت كل خليجي عنده واتساب .
واحد فقط من الـ 5 أصحاب الرسائل أحسن الظن فيه ، لأنني بصراحة لا أعرف حقيقة حاله مع الفتن ، والقضايا السياسية ، فعلاقتي به السلام عليكم كيف الحال وشلون الشيبان تامر على شي سلّم على اللي تواجه ، وكل هذا في 30 ثانية ، خلال لقاء صدفة هنا ، أو هناك .
الـ 4 الآخرين من هواة الخوض في الفتن ، ويعومون فيها صدر ، وظهر ، وسباحة حرّة ، حتى أن أحدهم من كثر ما هو خوّيض مستعد يغوص من تونس ، ويمر ليبيا ، ويطلع من البحر الأحمر بنسم واحد !
في فتنة الحراك الكويتي ، حين كاد أن يتفرّق الشعب ، ونودي للعصيان المدني ، وحُرض على مواجهة رجال الداخلية ، انبرى المشايخ لنصح الناس ، واستدلوا بأحاديث الطاعة ، وحذروا من الفتنة ، لكن ربعنا الخوّاضة لم يسمعوا لهم ، وأصرّوا على الخوض في الفتنة ، شاتمين علماء الدين ، والمشايخ الناصحين ، مستهزئين بأحاديث الطاعة لولي الأمر ، ومحقّرين كل مسلم امتثل لها ، إلى درجة أنهم كانوا يسموننا "ربع وان جلد ظهرك" !!
وعندما اشتعلت الثورات العربية حذر علماء السلف من هذه الثورات ، وأنها فتنة يجب أن تعتزل ، ونصحوا المسلمين بعدم الخوض فيها ، لكن الـ4 الخواضة لم تصلنا منهم رسائل نصح ، أو تحذير من الوقوع في الفتن ! فقد كانوا منهمكين في الخوض ، يجمعون الحطب لاشعال الفتن ، وتشجيع الثائرين ، وتقديم الدعم المعنوي ، والمادي ، والسلاح ، وتجهيز المقاتلين ، واستمروا حتى خاضت شعوب بلاد الثورات في الدماء ، وخربت ديارهم ، عندها فقط توقف أصحابنا عن الخوض ، وكتبوا في تويتر : لك الله يا سوريا ! وحسبي الله على الثورات المضادة !
الآن ، أعد شريط الأحداث وتذكر أنه حين أقبلت فتنة الثورات عرفها العلماء وحذروا منها ، وحين أدبرت عرفها كل جاهل بعد أن خاض فيها .
فنصيحة يا جاهلاً في العلم ، اعمل بتوجيه العلماء الراسخين في العلم ، واترك السياسة للحكام ، واطلع منها أنت وهي تعمر .
*
خلاصة القول :
السالفة مهي على كيفك ، تخوض ساعة ، وتنصح ساعة .
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق