إلى متى وحنّا نكذب على بعضنا ؟
هل نحن نسعى للإصلاح ونحارب الفساد فعلاً ، أم أننا نبحث عن فساد يناسبنا ؟
من خلال متابعتي للساحة السياسية المحلية على مدى أكثر من ربع قرن اكتشفت أن ٣ أرباع مدعي الإصلاح ، رافعي شعار محاربة الفساد غير صادقين في كثير مما يعلنون ، وأنهم لا يحاربون الفساد بالصورة التي يعتقدها عامة الناس .
أعلم أن هذا الكلام لا يعجب كثير من الناس ، خصوصاً أولئك الذين يشجعون ما يسمى بالمعارضة كتشجيعهم للقادسية ، ويُعجبون بالنائب إعجابهم بجاسم يعقوب !
لا يهم ، فقد تجاوزت مرحلة مداراة خواطر الناس .
سأثبت لكم صحة وجهة نظري ، من خلال مواقف النواب في مجالس 96 ، 99 ، 2003 ، 2006 ، وهي مجالس الدوائر القديمة ، قبل أن تُغيّر الدوائر إلى 5 ، والتي تغيرت معها كثيرٌ من المبادىء ، والأجندات ، وآليات استقطاب صوت الناخب !
مثال / كتلة العمل الشعبي ترفع شعار محاربة الفساد ، والدفاع عن المال العام ، ولها وقفات جيدة / ولكن هل مر عليكم من خلال استجوابات الكتلة ، ومواقف نوابها فترة المجالس المذكورة أنها كانت تحارب الفاسد مهما كان آخر اسمه ؟ أم أنها اختصت بالشيوخ والعوائل ؟
كتلة العمل الشعبي لم تكن تحارب الفاسد البدوي أو الشيعي على الإطلاق ، وعودوا لإستجوابات الكتلة طوال 10 سنوات ، هل استجوبت وزيراً شيعياً ، أو قبلياً ؟؟
مثال / حزب الاخوان حدس / خلال فترة المجالس المذكورة ، هل حارب فاسداً شيعياً أو قبلياً ؟؟
مثال / نواب الشيعة / خلال المجالس كلها ، هل حاربوا فاسداً شيعياً ، أو قبلياً ؟
مثال / نواب القبائل / خلال العمر كله / هل أنكروا على وزير قبلي ؟
يعني يا اخوان ، الدعوة غالباً ليست إصلاح ، ومحاربة فساد ، إنما تصفية حسابات مع خصوم مرحلة ، وإبراز فسادهم ، للتخلص من أشخاصهم فقط .
الحكاية ليست محاربة فساد ، بقدر ما هي إنتقائية في تفعيل الرقابة ، ومزاجية في التحرك لحفظ المال العام ، ومن جهة أخرى يمكن أن نقول خيانة أمانة ، وعدم بر بقسم بغض نظر متعمد عن فساد ظاهر ، وسكوت تفرضه الطائفية ، أو القبلية ، أو القاعدة الإنتخابية عن فاسدين معلومين .
والسالفة بشكل أوضح ، إما أن كل الوزراء والوكلاء والمتنفذين من أبناء القبايل والشيعة في تلك الحقبة شرفاء ، وإما أن عشرات النواب شياطينٌ خرس !
طيّب ، أيش المطلوب الآن ؟
- سلامتكم ، ما نبي شيء ، فقط حبيّت أوضّح هـ النقطة ، وأقول "وش حن خابرين" لحد يستشرف علينا ، وبلاش تصنيف الناس ، وتوزيع الألقاب ، وترى صكوك المرجلة ، والشرف ، والوطنية مهي ملك أحد .
*
خلاصة القول :
التفكير البالي لازم يتغيّر ، وعين الإصلاح مهي عورا
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق