2016-06-14

مات بعد يومين من عشا تمايمه


.






أحيان تصدف لعبة الشاطر مع غلطة عمر
مرّه  لكن لا عدّت الغلطة ما عاد ينولها

حنا عرفنا كلنا ما طال من شيء قصر
والأحلام ماتوا قبلنا شرهين ما وصلوا لها

حتى الجمال اللي تحمّلها الهقاوي بالصبر
يالله بحملتها تقوم وتدّرج بحمولها

                          * * *

هل كانت الحكومة المنتخبة مشروع ؟ أم تكتيك مرحلة ؟ أم لعبة ؟ أم غلطة ؟ أم مجرد حلم ؟

تعالوا نتهرّج في ساعة صفا :


مشروع الإصلاح  السياسي
 الوطني"نحو إقامة نظام ديموقراطي برلماني كامل"

هذه الجملة كانت الشعار ، والدستور الجديد لائتلاف المعارضة الخديج الذي مات بعد يومين من عشا تمايمه ، وأتبع موته انفصال متوقع ، وفك ارتباط - لم يعلن عنه - بين الشريكين الرئيسيين فيه ، وهما حدس وحشد ، وهكذا هو زواج المصلحة ينتهي بانتهاءها !

حين الانتهاء من التدوين الإنشائي لدستور ائتلاف المعارضة ذكر المتحدث الرسمي للإئتلاف أنه سيتم عرض مشروع الإصلاح الوطني على الشعب الكويتي لإشراكه فيه ، من خلال زيارة الدواوين ، وأخذ رأي الناس ، وما إلى ذلك !

لم يُطرح المشروع للنقاش ، ولم ألتقِ ولو شخصاً واحداً قرأ بنود هذا المشروع ، لكنني وجدت أناساً يدعمون ، ويساندون أعضاء ائتلاف المعارضة ، رغم أن مبادئهم ، وأفكارهم ، ومصالحهم تتعارض والبنود الأساسية التي وردت في هذا الدستور الجديد !

هل تعلمون لماذا لم ، ولن يقرأوا مشروع الإصلاح ؟

لأن الكلام كثير ، والقراءة تتعب النظر ، ولأنهم مجرد جماهير ، ولأنهم يوكلون أمرهم إلى من يحبونه من باب هو أدرى !


المهم ، خلاصة هذا المشروع تقول :

" نظام ديموقراطي برلماني متكامل "

ويعني ذلك أن القائمة التي تفوز في الإنتخابات البرلمانية هي من سيحكم البلد ، ويكون منها رئيس مجلس الوزراء ، وهو من يقوم بتشكيل الحكومة !! وتعال تفرّج على تعيينات الحزب الفائز !

( أنصح بعدم محاولة تخيّل هذا الًمشهد ) 


في كل تفاصيل ، وبنود هذا الدستور نلحظ تقليص ، وتجميد ،  بل إلغاء لصلاحيات الأمير ، بحيث تكون السلطة التنفيذية ، والتشريعية من صلاحيات رئيس الحكومة المنتخبة ، وأعضاء حكومته المختارة من قِبله !

وكتبوا في هذا الدستور الجديد ما معناه "حتى تكون الأمة مصدر السلطات جميعاً" ، وهي العبارة الأكثر ترديداً في فترة العزلة السياسية لأصحاب هذه المقولة .

المضحك - وأكثر حديث السياسة عندنا مضحك - أن الجماهير التي تساند ائتلاف المعارضة هم أكثر المتضررين من الحكومة المنتخبة التي يسعى إليها أصحابهم ! ولو علموا حقيقتها لفروا منها فرارهم من الأسد .

جماهير ائتلاف المعارضة كثير منهم لن يستطيع العيش في ظل حكومة جادة حازمة ، تحكم بالعدل ، وتُحْكِم قبضتها ، وتشدد الرقابة ، وتطبق القانون بحذافيره ، وتمنع الواسطة .

لنحلم ، ونكذب على أنفسنا ، ونتوقع المستحيل ، ونفرض جدلاً أننا سنحظى بحكومة منتخبة مثالية / المنطق يقول أن الحكومة المنتخبة المثالية ستفعل كل ما سبق ، ولن تتهاون في تطبيق القانون على الكبير قبل الصغير.

وستحقق مبدأ العدالة ، والمساواة. 

وسيأخذ كل صاحب حق حقه.

وستقضي على الفساد الإداري ، والبطالة المقنعة.

وسوف تُلزم الموظف الكويتي بالدوام  من الساعة 7٠30 صباحاً ، حتى الساعة الثانية ظهراً.

وسيُمنع الندب ، والفرز ، وديوان الوزارة ، والتفرغ الرياضي .

باختصار ، سينتهي عصر الرفاهية في الوظائف الحكومية.

المنطق يقول أن وزير التربية المنتخب الحقّاني سيشدد الرقابة على لجان اختبارات الثانوية العامة .

وسيمنع دخول الآيفون إلى المدارس ، ويفصل الغشّاش ، وسنقرأ في عهده جملة "لم ينجح أحد" ! 

حينها لن تزدحم قاعات الجامعة ، ولن يستطيع الطالب الغشّاش أخذ مقعد الطالب المجتهد الذي آمن أن الغش حرام ، وعيب ، فنتج عن ذلك أن جاءت نسبته أقل من نسبة عيال الآيفون !

وسوف يحذو حذوه وزير الصحة المنتخب برقابة مشددة ، وإيقاف لهدر الأموال العامة فيما يتعلق بقضية السياحة بإسم العلاج ، والطبيّات !

سيقوم وزير الشؤون المنتخب بإحالة ملفات مجالس الجمعيات التعاونية إلى القضاء الذي سيقول كلمته في حق حرامية الجمعيات - عيال الحمايل - الذين ستكتظ بهم السجون . وبالتأكيد أن الوزير الشريف سينهي أيضاً مشكلة الرياضة بحل اتحاد كرة القدم .

وزير الداخلية المنتخب أيضاً سيجد حلاً لقضية البدون خلال سنة !!

وبالتأكيد سيوقف وزراء الداخلية والدفاع ، وكذلك رئاسة الحرس الوطني  مهزلة المحاصصة ، واسترضاء النواب ، والوجهاء ، والشخصيات ، فيما يخص الإلتحاق بكلية الضباط .

وأيضاً سيعمل وزير الكهرباء المنتخب على تحصيل ديون الدولة المتراكمة على الشركات ، وكذلك على المواطنين .

ولا شك أن وزير البلدية المنتخب لن يتأخر في تفعيل القانون على المخالفين ، وسيبادر بإزالة التعديات على أملاك الدولة ، وسيبدأ بالشويخ الصناعية ، والمنطقة الحرة ، والشاليهات ، وينتهي بمخالفات البناء في العقار السكني !

كما أن الهيئة العامة للزراعة والثروة الحيوانية في الحكومة المنتخبة ستباشر بسحب المزارع المنتزهات ! والجواخير الإستراحات ! ، التي مُنحت بالواسطة ، والتزوير لغير المستحقين ، واستثمرت في غير غرضها !

باختصار / السالفة دمار ، وخراب بيوت ، وتغيير جذري لحياة فئة كبيرة من الشعب عاشت على الواسطة ، واعتادت القفز على القوانين ، وامتنهت التحايل على اللوائح ، واشتهرت بالتسيّب الوظيفي ، وأحلّت أكل المال الحرام ، وتعودت على "تخطير" الدور في معاملات الدوائر الحكومية ، وحتى عند العزاء في المقبرة الدور غير مُحترم ، وكذلك عند التهنئة في حفلات الزواج !

وببساطة ، مشروع الإصلاح السياسي الوطني ، والحياة النموذجية ، والشغل النظامي النظيف "ما يصلحلكم" يا اخوان !


أعلم أن كثير ممن يجوّزون اليوم كسر القوانين بأعذار واهية سيقولون : اذا طبقت الحكومة المنتخبة القانون على الجميع سنحترمها ونلتزم بها / كذّابين ، ومقطّعين أربع ، فالمسألة احترام ذات قبل كل شيء ، وصعب جداً أن تكون محترم فجأة !

من مضحكات جماهير ائتلاف المعارضة أن بعضهم يقول : نحن ندعم ، ونساند ، ونتفق مع أعضاء الإئتلاف في قضايا الإصلاح ، لكننا لسنا معهم في قضية الحكومة المنتخبة !!

اذن ، تعال فهمني يا مصلح ، كيف تجعل من نفسك وسيلة لهم ليبلغوا غاية أنت ترفضها ؟! 

ثم تعال فهمني يا مصلح ، كيف تدعو لمشروع اصلاح وأنت لم تُصلح نفسك أصلاً ؟

بعدين تعال فهمني يا مصلح ، كيف تدعو إلى مشروعٍ ما قريته ، واذا قريته ما فهمته ، وإن فهمته رفضته ؟؟

وتعال اقنعني كيف سيدير البلد شعب فشل في ادارة جمعية تعاونية ، ونادي رياضي ، ونقابة عمال ؟

*

نصيحة / اذا رأيت الرجل يدعو إلى الحكومة المنتخبة ففر منه فرارك من الأسد ، ولا تصوّت له ! / لا تصوّت له / لا تصوّت له .

*

خلاصة القول :

الحكومة المنتخبة ما تصلح لكم ، وخلك على مجنونك

.

حكومة أحمد السعدون

http://justideaq8.blogspot.com/2014/03/blog-post.html?m=1

ديسمبر 2009 ، مقال ذا صلة

.

العليان وخطورة اللعب على الترتان

http://justideaq8.blogspot.com/2013/06/blog-post_3.html?m=1

يونيو 2013

.

.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق