2015-09-05

الحقيرة

شخصياً كـ مواطن / أتمنى إغلاق السفارة الإيرانية في الكويت، وقطع العلاقات نهائياً مع إيران، لكن السياسة ليست ما نتمنى، بل ما نحتاج.
لو كان قطع العلاقات الدبلوماسية هو القرار الذي يجب أن يُتخذ بحق كل من يعتقد أو يثبت أنه يريد ضراً بالبلاد والعباد، لكان الأولى أن نقاطع رأس الأفعى أمريكا، وذنَبها بريطانيا، وكل الدول أعضاء حلف الناتو الذين استعمروا بلاد المسلمين في العهد القديم، واستعبدوا الشعوب، وارتكبوا المجازر، واغتصبوا الخيرات، ثم قبل أن يرحلوا قسموا البلاد إلى دويلات.
ثم عادوا في العهد الجديد وكرروا الإستعمار، والقتل، والمجازر، واغتصاب الخيرات، ثم أعادوا تقسيم الدويلات إلى شراذم، لكن بطريقة مختلفة هذه المرة، بإسم الحريات، والديموقراطية، والحقوق، وتحقيق العدالة، من منظورهم المصلحي! بمشاركة ثيران من العرب، وكلاب أعاجم يتلبسون بالإسلام، جمعتهم مصالح دنيوية شعارها "الربيع العربي".
لو كانت القطيعة هي الحل لأغلقت دولُ الخليج 3 أرباع السفارات الأجنبية، والعربية أيضاً، ولطردت كل حزبيٍ يوالي مرشده، ولـ نفت كل طائفي يقلّد سيّده.
شخصياً كـ مواطن / لا يعجبني تعامل الدولة مع كثير من القضايا والأحداث، لكنها السياسة التي أقر بجهل كثير مما يدور في دهاليزها.
أحياناً نعتقد أن الدولة جارت في حكمها وبالغت في عقابها لـ لص مسكين سرق "كمشة عدس"! في حين أن اللي "يدري يدري" ويثق بقراره، لكنه يؤْثر السكوت في موضع من الحكمة فيه السكوت عن كشف بعض التفاصيل.
وأحياناً نرى أن الدولة ضعفت، وتهاونت، وتنازلت عن حقها، وحق شعبها، حتى قيل "الضعف ما حطه الطيّب سبيلٍ له"!
لكن الأمر ليس كما يظن عمير، ولو يدري عمير كان شق جيبه!
هي السياسةُ يا عُمير، والتي لا نعلم منها إلا ما يراد لنا أن نعلم من خلال وسائل الإعلام الموجّه، ولكي أثبت لك أنك تجهل أكثر مما تعلم، ولا مصادر موثقة للخبر والمعلومة لديك، ألا تعترف أن 3 أرباع معلوماتك تستقيها من معرّفات مجهولة في تويتر؟
ألست من ربع "والله زجران يجيب العلم"؟
إن كان هذا حد عِلمك وش تعرف أجل عن الدهاليز!
إنها السياسة والدبلوماسية يا أبا سعد، ولولا العمل بها لما عاد أفراد معارضة إذاعة الزهور إلى الكويت وأصبحوا رجالات دولة! ثم تنعم أولادهم وأحفادهم بالأمن والخيرات، وأصبحوا مقدمين عليك.
إنه الصفح السياسي الذي غفر للربعي والديين والغانم وبقية القوميين، الشيوعيين، الليبراليين إرهابيي التفجيرات في الـ60ـيات، فعادوا نواباً، ووزراء، وأساتذة جامعيين، وكتاباً منظرين، ومواطنين صالحين!
إنها سياسة إلتقاء المصالح التي جعلت منتمين لحزب الله الكويتي وزراء في الحكومة، وأعضاء في كتلة العمل الشعبي.
إنها السياسة التي جعلت من نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً ليس من صداقته بدّ!
إنها السياسة الحقيرة / إنها المطرقة والمسمار يا سيّد خَشَبَهْ!
*
خلاصة القول:
السياسة ليست ما نتمنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق