2015-08-10

لا صار ما لك من ذراعك نَجْدَهْ

البنك المركزي لم يقم بدوره الرقابي تجاه البنوك الربوية، وهو المسؤول الأول عن إطلاق يد المصرفيّين الربويين في إستغلال واستدراج واستغفال المواطن غير المُدرك، من خلال توريطه بقروض كبيرة ذات فوائد تراكمية تبدأ ولا تنتهي.
هذا الموضوع منتهين منه، ومتفقين عليه، والسؤال هو: أنت ليه ما تحمي نفسك يا مال الشحم؟
إحم نفسك بدلاً من أن تنتظر الحماية من حكومة أنت لا تثق فيها أصلاً! وتتهمها بالفساد! ولديك قناعة بشراكتها مع التاجر الجشع الذي يتعامل مع الزباين وفق قاعدة:
"جلدٍ مهو جلدك، على الشّوك جِرّه".
سلمت نفسك للبنك دون تفكّر ولم تراعِ دينك ولا دنياك.
لم ترهبك آيات القرآن في تحريم الربا وما جاء في عقوبة متعاطيه في الآخرة، ولم تنهك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحذير من أكل الربا، ولم تراعِ صالحك، وظروفك، ومستقبلك، وسمحت للغول أن يغتالك، ومن أجل ماذا؟
لأجل أن تسافر! أو أن تشتري مرسيدس جديدة! أو بهدف دخول تجارة وشراء أسهم!
كل مقترض ربوي يتذرع بالحاجة والظروف، وفي الحقيقة أن غالبهم لا ظروف ولا حاجة!
الوكاد يا إخوة أن المواطن الكويتي عدو نفسه.
وكلما زاد الخير في يده ومن حوله، كلما زادت إلتزاماته، وكمالياته! وأقساطه!
والقضية ليست مقتصرة على الإقتراض والبنوك الربوية وموقف البنك المركزي منها، إنما أتيت بهذا الموضوع كمثال لقضايا كثيرة تهمل فيها الحكومة حماية المواطن بتقاعسها عن تفعيل القوانين الرادعة لتجار الجشع، وأيضاً كمثال لسذاجة المواطن وافتقاره لثقافة حماية النفس.
*
خلاصة القول:
لا صار ما لك من ذراعك نَجْدَهْ
شربك على يدين الرجال هماج
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...