وصل إلى الوالي أن بائعاً تركياً في سوق الخضار يستخدم المقص
بدلاً من السكين في قص الرّقي!
فأرسل الوالي أحد رجاله إلى السوق ليستطلع أمر هذا الإنسان
الغريب، فإن صح الخبر أمر البائع أن يعود عن فعله هذا ويستخدم السكين.
جاء الرجل إلى البائع وسأله: بماذا تقص الرقي؟
فقال: بِلْمَأصْ (وكان ينطق القاف ألفاً لأنه أعجمي)!
قال رجل الوالي: لكن الرقي لا يقص إلا بالسكين.
فرد عليه البائع: لا، بل بِلْمَأصْ.
قال الرجل: فإن الوالي يأمرك أن تستخدم السكين لقص الرقي.
فرفض البائع الأمر وأخبره أنه لن يقص الرقي إلا بالمقص!
عاد الرجل إلى الوالي فأخبره بما دار بينه وبين بائع الرقي،
فأمر الوالي قائد الشرطة بسجن البائع إن لم يذعن ويأتمر بأمره.
جاء حرس الوالي إلى التركي فأخبروه أن يطيع أمر الوالي أو
يذهب معهم إلى السجن فيحبس، فقال: بِلْمَأصْ!!
فألقوا به في السجن شهراً ثم أرسل إليه الوالي من يسأله فإن
عاد إلى رشده أطلق سراحه.
فسألوه فإذا هو على رأيه..! بِلْمَأصْ
غضب الوالي وقال: علقوه من يديه وأنزلوه في البئر جزءاً جزءاً
ثم إسألوه فإن أصر فأغرقوه ثم إهدموا البئر عليه.
قيدوه من يديه وقالوا: سنغرقك إذا لم تأتمر بأمر الوالي،
فلما أنزلوا قدميه في الماء سألوه: هل يقص الرقي بالمقص أم
بالسكين؟
فقال: بِلْمَأصْ.
أنزلوه حتى ركبتيه وسألوه:
بالمقص أم بالسكين؟
قال: بِلْمَأصْ.
أنزلوه حتى نصف جسمه وكرروا عليه السؤال:
بالمقص أم بالسكين؟
فقال: بِلْمَأصْ.
أنزلوه حتى رقبته وسألوه:
بالمقص أم بالسكين؟
قال: بِلْمَأصْ!
أغرقوا كل جسمه ولم يتبقى سوى كفيه المعلقتين بالحبال وصرخوا
عليه بصوتٍ عال:
هل يقص الرقي بالسكين أم بالمقص؟؟
فأشار لهم بالسبابة والوسطى يحركهما إلى بعض ✌
فغرق ومات!
*
خلاصة القول:
العنـاد ما سَـرْ التركي
.