كعادتها كل صباح / السيدة الجميلة المغرورة تسأل مرآتها السحرية:
من هي أجمل إمرأة في العباسيّة؟
فترد المرآة السحرية بنفس الجواب كل مرّة:
أنتِ الأجمل يا سيدتي.
عبارة هي الهدف والغاية لهذه السيدة الجميلة تعيش بها بقية
يومها منتشية غير عابئة بالحياة وتفاصيلها.
بعد أن جاوزت تلك المرأة النرجسية الـ 40 من عمرها بيوم واحد
فقط، وجّهت إلى مرآتها ذات السؤال، لكن الجواب أتاها مختلفاً هذه المرة :
بياض الثلج هي أجمل إمرأة في العباسيّة يا سيدتي.
إستشاطت المرأة النرجسية غضباً وأعادت السؤال مرة ومرتين،
لكنها لم تحصل على الإجابة التي إعتادتها من مرآتها طوال السنين الماضية، لقد ظهر في
العبّاسية من فاقها جمالاً!
فما كان منها إلا أن ضربت المرآة السحرية حتى حطّمتها وألقت
بها في القمامة.
كثير من الناس لا يحب أن تواجهه بحقيقته، يحاول كسر المرايا
التي تعكس له صورته القبيحة، ولا يقتني سوى المرآة التي تريه ما يحب أن يراه، وتتمثل
في الأشخاص السيئين المنافقين المتنفعين الذين يزيّنون الفعل السيء في عين سيّدهم النرجسي.
والنرجسي لا يقبل سوى قولٍ واحد، ويحاول كسرك إن أبديت غير
ما يريد - رغم أنك تهدي إليه عيوبه، وتوضّح أخطاءه، وتسعى لتقويم وضعه
ذلك لأن النرجسية تطغى على صاحبها فتصم آذانه عن سماع كلمة
الحق، وتعمي بصيرته عن رؤية الحقيقة، فتجده يستشيط غضباً حين يكشف الآخرون حقيقته التي
يريد إخفاءها عن الناس.
*
سألني أحد المعارف عن كيفية إخراج زكاة مالٍ أعرف كيف إكتسبه
قبل فترة، فقلت له: لا زكاة على المال الحرام! /
أغضبه كلامي وحاول كسري لأنني كنت مرآة صدقٍ كشَفَتْ حقيقةً
لم يكن يرغب بمواجهتها.
أيها النرجسي / توقف عن كسر المرايا
*
خلاصة القول:
المؤمن مرآة أخيه
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق