أم زبن أرملة "ضريرة" تكابد الحياة في آخر سنين
عمرها الطويلة القاسية وتسكن في خربوشٍ بطرف قطين بدوٍ على الضبعيّهْ * في صيف احدى
السنين الغابرة.
ذات صباحٍ باكرٍ أمحق استيقظت أم زبن على صوت طلقة بندقية
أعقبه صياح مختلط ببكاء وعويل جارتها أم حمود.
قالت: الله يستر! وانطلقت في اتجاه بيت جيرانها القريب تتهبد
الرمث حتى وصلت، وعلى الفور سألتهم: وش العلم؟؟؟
قالوا: البندق ثارت على حمود واذبحته!
أخذت أم زبن تتلمس الأرض حتى وجدت حمود،
فتحسّست وجهه وعيناه ثم قالت: الحمد لله "عويناته"
سِليمهْ !!!
وش عيونه يا حجيّهْ ؟؟ الولد مات مات
*
أمريكا تعمل على تغيير خارطة الشرق الأوسط وتخطط لتقسيم الدول
العربية إلى دويلات بمساعدة ثيران العرب من حزبيين ودعاة ضلال وأدعياء ديمقراطية وحماة دستور، نحدثهم عن خطورة زوال كياناتهم وتشرذم مجتمعاتهم وتشرّد عيالهم، ثم يردّون
عليك بفكر وآيديولوجية وأسلوب أم زبن!!
*
الأرملة الضريرة لم تهتم بموت حمود ومصيبة أهله بقدر اهتمامها
بسلامة "عويناته"، فقد اختزلت الحياة بمشكلاتها وحلولها في البصر الذي حُرمت
منه بقدر الله.
وثيران العرب عُمي البصيرة لا يبدون اهتماماً للخطر الذي
يهدد بزوال دولهم ومستقبل عيالهم بقدر اهتمامهم بأجندات أحزابهم ورغبات مرشديهم وديموقراطيتهم
الزائفة ودستورهم المهترىء وحرياتهم المزعومة.
*
خلاصة القول:
آيديولوجية العجايز تهدم الأوطان
.
* الضبعيّة موقع آبار ماء يجتمع حوله البدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق