2014-05-25

السيّد النائب وحَشَمِهْ

لماذا ارتبطت كلمة الحشم بـ الخدم؟

منذ وعينا على الدنيا وحتى وقت قريب ونحن البسطاء الفقراء نسمع عن " الخدم والحشم " لكننا لم نكن نستخدم الأول وأكثرنا لا يعرف أصلاً ماذا يعني الثاني!

الذي نعرفه أن هذا المصطلح خاص ومرتبط بالشيوخ والتجار والأغنياء المترفين المنعمين المتخدّمين بالغير!

مع مرور الزمن وتطور الحياة وتحسن المستوى المعيشي بزيادة دخل الفرد في الكويت تمكنّا من استخدام " الخدم " وبالحد الأعلى الذي ربما فاق استخدام ورفاهية أكابر القوم حسب نظرتنا حين كنا بسطاء، إلى درجة أن بعضنا أوكل كل مسؤولياته إلى الخدم ولم يبق له من الوظائف سوى الإنجاب!

لكن أكثرنا ما زال يجهل ما معنى "الحشم"!

قرأت في تعريف الحشم أنهم:
((الرجال الذين يحيطون بالسيّد ويعتبرون عزوته، وبعضهم من إخوانه وقبيلته، يرافقونه في كثير من ترحاله ويقدمون له خدمات محددة، لكنهم لا يخدمونه بالطريقة التقليدية المناطة بالخدم.
وهم يرتبطون نفسياً مع نفسية السيّد، يغضبون اذا غضب ويفرحون بفرحه، أي أنهم يمثلون الناحية الإستعراضية لدواخل السيّد / وكلما كان الحشم أكثر تعبيراً عن نوازع السيد الداخلية فهم أكثر تعبيراً عن قوة السيد)).  
*
وهذا يعني أنهم يقومون بمهمات وخدمات خاصة ودورهم مكمّل لدور الخدم بعيداً عن أعمال المطبخ وغسيل الملابس والعناية بالمنزل والأطفال، لذلك ارتبط الحشم بالخدم!

هل لدينا حشم اليوم؟
بعد سؤال بعض الشيبان عن الحشم وطبيعة عملهم في الزمن الفائت، وعطفاً على تعريف الحشم الذي ذكرناه / وجدت أن الحشم موجودون وبكثرة في مجتمعنا اليوم والذي طغى عليه الطابع السياسي.

إنهم " الـشبّيحـة " الذين ارتضوا لأنفسهم التبعية للسيد النائب 
*
خلاصة القول:
احشموا لحاكم عن مهنة الحشم

2014-05-21

المعارضة مثل المرجلة / تحضر وتغيب !

هل / أنت مع الحكومة أو مع المعارضة؟

ما زالوا يكررون نفس السؤال الذي ينم عن جهل كبير في فهم السياسة وعدم القدرة على التفريق بين الإختلاف والخلاف. 

أولاً:
من هي الحكومة التي نتحدث عنها و"نستعر" من الإتفاق معها في أي شيء على مدى 4 عقود ماضية؟
هل هي حكومة جابر الأحمد التي زورّت انتخابات 67 وعلّقت الدستور مرتين؟
أم هي حكومة سعد العبدالله التي توقف فيها نبض الحياة السياسية وشهدت أكبر أزمات إقتصادية وسرقات نفطية، وتعطلت فيها الخطط التنموية؟
هل هي حكومة ناصر المحمد الذي اتهمناه بتزوير المراسيم ثم بعد تنصيبه رئيساً للوزراء أسبغنا عليه لقب الإصلاحي؟
أم هي حكومة جابر المبارك الذي دافعت عنه أغلبية فبراير 2012 وحمته من استجوابات الأقلية؟
*
لا تجيبوا على الأسئلة السابقة يا أخوة، فالمعارضة في توليفتها الأخيرة قد غيّرت من نهجها التقليدي ولم يعد خلافها مع الحكومات ورؤسائها، فقد سلكت مساراً جديداً يؤدي إلى منحنى خطير جداً بمجرد تخطيه تجد نفسك أمام قصر سلوى!!
ومعروفٌ أن هذا الطريق ذو اتجاه واحد، ولا يوجد فيه "فوق تحت"!

أول من سلك هذا الطريق هم حزب حدس الذين انتشوا بما حققته الثورات العربية واغترّوا بفوز وعلو كعب إخوان تونس ومصر، حيث أطلقوا وبشكل متعمد ومدروس مصطلح "السلطة" وكان ذلك في الربع الأخير من عام 2012 بهدف توجيه الإتهامات بشكل مباشر إلى صاحب السمو أمير البلاد فهو المقصود بـ السلطة.

بدأت كوادر حدس في تداول مصطلح السلطة بتوقيت متزامن في تويتر، تبعهم بعض شباب الحراك الذين يجهل أكثرهم أن السلطة تعني الأمير، حتى أن أبوسعد رددها معهم، ولو علم معناها ما قالها لأنني أعرف أنه أشرد من سحيّة الليل.

استمرت حدس بكوادرها المفرّعة وفروعها المندسّة بتداول مصطلح "السلطة"، لكنهم لم يصلوا إلى مبتغاهم منها ولم يحققوا هدفهم الذي يرجون حتى دخل مسلم البراك على الخط وأضفى الشرعية الشعبية على مخططات حدس، أعدائه السابقين.

الآن يصبح السؤال:
هل أنت مع السلطة أو مع المعارضة!

قبل أن أجيب دعوني أنتقل إلى ثانياً:
من هي المعارضة؟

هل هي معارضة التيارات الليبرالية والشيوعية القديمة التي ترفض اليوم أسلوب معارضة ردة الفعل؟
أم هي المعارضة الطارئة لحدس حليف الحكومة الدائم؟
أم معارضة التكتل الشعبي الذي ما كان ليفك شراكته مع حزب الله الكويتي لولا الضغط الشعبي؟
*
هل هي معارضة محمد هايف المندس بحسب اتهامهم؟
أم هي معارضة عبيد الوسمي العميل كما يدّعون!!
أم معارضة وليد الطبطبائي الذي "يخرّب الحراك"!
ربما هي معارضة العدساني، قويعان، الكندري الذين سجلوا موقفاً عقلانياً بخوض انتخابات مجلس الأمة وفق نظام الصوت الواحد، وسجلوا موقفاً شجاعاً آخراً باستقالاتهم.
هل هي معارضة خالد الفضالة الذي أبقى على شعرة معاوية بينه وبين الآخرين فحصل على وظيفة ومنصب كبير في مؤسسة اعلامية متهمة بالفساد.
أم هي معارضة الرزين وليد الجري الذي رفض الإنتساب إلى حشد والمشاركة في ائتلاف المعارضة؟

اليوم لا أدري من هي المعارضة بالضبط، لكنني أعلم أن المتسميّن بها يمكن أن يكونوا في صف أي أحد بحسب ما تقتضيه المصلحة والظروف، ومن يسترجع بالذاكرة تاريخ المعارضة الكويتية منذ عام 1938 حتى تاريخه يعلم أن بعضهم يمكن أن يستنصر العراق ضد حكومته أو يطالب بالإنضمام إلى مصر بإسم القومية أو يتوافق مع قطر لتحقيق هدفه، وربما يتحالف مع الشيطان أو ينقلب حكومياً بحتاً كما حدث لعشرات المعارضين السابقين.

أعلم أيضاً أن الأمير هو السلطة وهو رأس الدولة واستقرار حكمه استقرار للبلد.
*
خلاصة القول:
سلطةٍ تعرفها ولا معارضةٍ تنكرها

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...