نتفق على أن الرياضة من ضروريات الحياة المعاصرة ونتفق على
أهميتها لحياة صحية أفضل،،
ومن خلالها
نستطيع أن ننشئ جيل من الشباب الأصحاء الأقوياء بدنياً وفكرياً،، وكرة القدم جزء من
الرياضة.
لكن،، كرة
القدم لا تستحق كل هذا الإهتمام ولا هذا التناحر الذي تعدى إلى خارج حدود الملعب، فهي
ليست أكثر من لعبة تسلية رياضية فرضت سيطرتها شعبياً وإعلامياً وهمشت كل ما سواها من
الألعاب، ولا نجد سبباً مقنعاً لكل هذا الإهتمام العالمي ولا لهذا الهوس الكروي الشعبي.
يقال أن كرة القدم ملهية الشعوب،، وأنها صنيعة الغرب.
أعتقد بصحة
هذه النظرية وتأثيرها المحدود على فئة معينة من الشعب.
لكن هذه النظرية
لا ترتقي إلى حد التأثير على سياسة الدول وعلاقاتها فيما بينها.
ورغم أن كرة
القدم تسببت بحرب عسكرية بين بلدين هما السلفادور والهندوراس إلا أن تلك كانت حالة
إستثنائية لوجود أسباب وترسبات قديمة بين البلدين،،
أما ما يحدث
اليوم بين مصر والجزائر فليس أكثر من أحداث مفتعلة ساعد على تأجيجها الإعلام
الباحث عن
الإثارة وإستقطاب أكبر عدد من المشاهدين، وإعلام آخر يحاول الإستفادة من الأحداث
وإلهاء العامة
عن أحداث معينة كانت حديث الشارع خلال الأيام الأخيرة في أحد البلدين!!
في الخليج يسيطر أبناء الأسر الحاكمة والتجار على الأندية
الكبيرة والإتحادات، وتمتد سيطرتهم إلى بقية الأندية الصغيرة بموالاة إدارات هذه الأندية
لأسباب مختلفة أهمها الدعم المادي والوصول للإتحادات والمناصب
الإدارية
من خلال رضى الكبار، فيما يقتصر طموح البعض على الحصول على بعض الوجاهة والظهورالإعلامي
فقط..
ولعل نظرية
( ملهية الشعوب ) تظهر بشكل واضح داخلياً، ففي دول الخليج على وجه الخصوص لا تملك أن
تشجع نادياً دون أن تكره النادي المنافس وتكره من يشجعه وتكره لونه وشعاره وكل ما يتعلق
به.
عندما تكره
بهذه الطريقة فمن الأكيد أن مساحة كبيرة من قلبك ستكون مشغولة بكره ( أعداء فريقك
) في نفس الوقت
الذي يزيد فيه حبك لناديك وتحجز مساحة كبيرة أخرى من قلبك لعشق هذا النادي ولونه وشعاره،،
وهناك من
يقتطع من وقته ويبذل جهده لتفريغ هذا الكره أو التعبير عن ذلك العشق من خلال الإنترنت
والمنتديات،، أو في الملاعب والمجالس،، أو... المقاهي،،
إذا كنت أحد
هؤلاء فأنت من ( الشعب اللاهي ) وتنطبق عليك تلك النظرية،،
وهناك بعض القلوب الكبار،، التي تتسع لأكثر من فريق،، وتشجع
إلى ما بعد الحدود الخليجية والعربية.
لا مانع من أن تشجع فريقاً أو منتخباً عالمياً تستمتع بأداءه،،
لكن أن تختلف مع الآخرين لأجله؟!!
شخصياً شهدت موقفاً مخجلاً لإثنين ( أقرباء ) إختلفا وتقاذفا
بأبشع الألفاظ بسبب ( تشلسي ومانشستر )
وهؤلاء يستحق
كل منهم لقب ( لاهي محترف )،،
في الكويت
حين تنظر لـ ( بعض ) أسماء القيادات الرياضية التي مرت على الساحة الرياضية خلال ثلاثة
عقود لا تملك إلا أن تقف أمامها إحتراماً وتقديراً، ورغم أن الكورة ما فيها مرجلة فإنك
لا تستطيع أن تبخس حق هؤلاء الرجال ونصيبهم من المرجلة ولا أن تجحد
صفاتهم وخصالهم الحميدة..
وفي نفس الوقت
تتسائل عن ماذا يبحثون من وراء هذه اللعبة التي كانت إختيارهم الذي فضلوه على كثير
من المناصب ( الحقيقية ) التي كانت في متناول أيديهم وكثير منهم وصل إليها ثم تركها
لأجل ( الكوره ) اللي ما فيها مرجلة.
لا أعتقد أن أؤلئك السابقين وهؤلاء الحاليين يسعون لإلهاء
الشعب
وبطبيعة الحال
لا يبحثون عن المرجلة.
ولأنهم شكلوا
فريقين متضادين يحاول كل منهما السيطرة والتفرد بالقيادة بأي وسيلة بغض النظر عن الصالح
العام.
إذاً.. هم
ليسوا أكثر من ( مجموعة لاهية ) طموحها لا يتعدى موضع أقدامها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق