2013-05-02

الجمل كائن جميل!


الليلة سـأحكي لكم قصة سعد ، الطالب الظاهرة والحالة النادرة التي ظننت أنها لن تتكرر ثم إكتشفت أنها تكررت بل تفشت بين شرائح المجتمع المختلفة حتى أصبح سعد حاضراً في كل نقاش يدور بين أكثر من واحد!

كان سعد طالباً في المرحلة المتوسطة، ليس بالذكي ولا بالبليد، لكنه إلى الغباء أقرب.. 
رسب سعد في مادة التعبير التي لم يرسب فيها أحد قبله ولا بعده، مما حدى بوالده أن يشتكي مدرس المادة لناظر المدرسة الذي إستغرب بدوره أن يرسب أحد في مادة التعبير بإعتبار أن النجاح فيها لا يحتاج أكثر من أنك تسولف على نفسك شوي وتكثر عدد السطور.

استدعى الناظر مدرس المادة للإستفسار منه عن الموضوع، فحضر المدرس وقال: هذا الولد حالة نادرة و (جننّي) فهو لا يكتب في موضوع الدرس أبداً، ولو كتب سطرين في صلب أي موضوع لما رسب، وقد أعطيته أكثر من فرصة لكنه مصر على الرسوب، وسأعطيك دليلاً على ذلك، وقدم للناظر موضوعاً كتبه الولد بعنوان الربيع حيث كتب:
الربيع أجمل الفصول، يحبه البدو وتكثر فيه الأعشاب التي يأكلها الجمل، والجمل كائن جميل وآية من آيات الله، ذكره الله في القرآن، وهو سفينة الصحراء يتحمل العطش والأحمال الثقيله ويستخدمه البدو في ترحالهم وسفرهم، ويستفيدون من وبره في صنع بيوت الشعر التي يسكنون فيها، ويأكلون لحمه إذا جاعوا، ويشربون حليب الناقة التي هي أنثى الجمل.
قال الناظر: ربما إسترسل سعد في الكتابة عن الجمل لأن موضوع الربيع متعلق بالبدو وبالجمل مما أنساه الموضوع الأساسي..

قال المدرس سأعطيك مثالاً آخراً.. طلبت منه أن يكتب موضوعاً عن وسائل النقل فـكتب:
الطائرة والسيارة من وسائل النقل، لكن الطيارة قد تسقط والسيارة قد تتعطل، لكن الجمل لا يسقط ولا يتعطل، والجمل كائن جميل وآية من آيات الله، ذكره الله في القرآن، وهو سفينة الصحراء يتحمل العطش والأحمال الثقيله ويستخدمه البدو في ترحالهم وسفرهم، ويستفيدون من وبره في صنع بيوت الشعر التي يسكنون فيها، ويأكلون لحمه إذا جاعوا، ويشربون حليب الناقة التي هي أنثى الجمل.
سكت الناظر قليلاً.. ثم قال: ربما سرح الطالب سعد وخلط بين موضوع الدرس الفائت وهذا الدرس..

قال المدرس: أعطيته موضوعاً ثالثاً وقلت له: ركّز يا سعد ولا تكتب عن الجمل.. فموضوع اليوم عن الكمبيوتر.. فـانظر ماذا كتب:
الكمبيوتر لغة العصر، لكن البدو في الماضي لا يعرفون الكمبيوتر، لكنهم يعرفون الجمل، والجمل كائن جميل وآية من آيات الله، ذكره الله في القرآن، وهو سفينة الصحراء يتحمل العطش والأحمال الثقيله ويستخدمه البدو في ترحالهم وسفرهم، ويستفيدون من وبره في صنع بيوت الشعر التي يسكنون فيها، ويأكلون لحمه إذا جاعوا، ويشربون حليب الناقة التي هي أنثى الجمل.
*
إلتفت الناظر إلى أبو سعد وقال: أنا أضمن نجاح ولدك هـ السّنـه لكن رجاءً يا أبو سعد .. شوف له مدرسة ثانيه السّنـة الجايـّه ! 
*

اليوم وفي الكويت تحديداً / نعاني في كل نقاش من أولئك الذين يحملون فكر سعد ، فالنقاشات السياسية والإقتصادية والرياضية تتحول من ثاني لفة إلى الحديث عن الجَمَلْ.. يااآآخي وش دخل الجمل في الموضوع؟

تتحدث عن فشل القائمين على الرياضة وانخفاض مستوى منتخباتنا وعدم وجود منشآت وتحاول أن تطرح بعض الحلول.. إلخ يقاطعك سعد بقوله: يعني عاجبك مرزوق الغانم؟ حرامي المناقصات اللي مستأجر القسايم الصناعية بـ 100 فلس، وخاله السجّان وفضيحة استاد جابر.. إلخ

تنتقد حزب الإخوان وسياسة حدس وصفقاتهم مع الحكومة ومشاركتهم في كل حكومات الفساد السابقة، والدواكيمكال.. إلخ / ينقز لك سعد ويتهمك بالجامية ويعدد لك مواقف أحمد باقر السيئة وبيع خالد السلطان للخمور في لبنان! ويهاجم سالم الطويل.. و و 

وأحياناً يسألك سعد عن رأيك بكتلة العمل الشعبي، وقبل أن تصل منتصف السطر يتدخل بسؤال ثاني تتفرع منه 7 أسئلة بخصوص ترشح عبيد الوسمي لمنصب نائب رئيس المجلس وسلامه على نبيل الفضل وعدم التنسيق مع الأغلبية في إستجواب الريّس.. .. .. !!

*
يا إخوان.. خلونا نركّـز في موضوع النقاش
*
خلاصة القول:
الـجَـمـَلْ كـائـن جميـــل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق