2013-05-13

الإنجاز القطري والخيبة الكويتية


مقدم أحد البرامج الرياضية الكويتية استفتح حلقته متحلطماً ومتحدثاً عن إنجاز رياضي قطري تمثل في إنشاء ملعب كرة قدم وافتتاحه خلال 11 شهراً فقط، في حين ما زلنا وعلى مدى سنوات ننتظر إفتتاح استاد جابر..
أين الجديد في الموضوع؟ لا جديد طبعاً..
فالتحلطم عادة كويتية أصيلة، والإنجازات سهلة في الدول التي يكون فيها القرار لشخص واحد.
أحياناً أعذر المواطن الكويتي الذي ينتهج أسلوب السخرية والشماتة والتحلطم على حال البلد، وأعتبره من باب الفضفضة وفش الغل الذي وصل لـ ( معاير ) الحكومة والمسؤولين ومقارنة كل إنجاز خليجي بكل خيبة كويتيه.
إسخر واشمت وتحلطم وفضفض وفش غلك يا مواطن يا بسيط، وأخرج – العجوز اللي بايقين عشاها – التي بداخلك.. المهم ألا تموت كمداً بحجز وكتم همومك وغمومك في صدرك الضيّق.
إسخر واشمت من حكومة تمتلك كل شيء وتعجز عن تحقيق شيء، فضفض وفش غلك و(عاير) قيادات الدولة التي لا تحسن القيادة، ولكن هل تعلم أسباب تخلف البلد وعجز الحكومة وفشل القيادات؟
إنها الديموقراطية الزائفة التي نشتمّ رائحتها منذ 40 سنة ولم نتذوق طعمها..
إنها الديموقراطية التي أوحى دستورها أننا شركاء في الحكم ومتساوون في الحقوق..
إنها الديموقراطية التي تنفّع بها التاجر والشيخ والنائب الخايب وعندما آلت منفعتها إلى غيرهم إستخدموا الفيتو ضدها.
****
وهل تعلم أسباب تطور قطر وسهولة وسرعة الإنجازات فيها؟
إنها المركزية والتفرّد بالقرار، فالتاجر والمتنفع والرقيب والمحاسب واحد، ولذلك لا يوجد سرّاق مال عام رغم أن مالهم العام يُسرف به!
****
باختصار القيادي الكويتي لا يجتهد لأنه يشعر أنه يعمل لغيره، والقيادي القطري يُخلص في عمله لأنه يشعر أنه يعمل لنفسه.
وبالمناسبة سأحكي لكم هذه القصة (التي حكيتها سابقاً) لأختصر كثير من الشرح حول أسباب فشلنا ونجاح الآخرين:
يقال أن أحد هواة الصيد بالسلق أرسل سلوقيه في أثر غزال، ودار هذا الحوار أثناء المطاردة بين السلوقي والغزال.
الغزال: ما تلحقني يا السلوقي
السلوقي: والله لألحقك وأمسكك
الغزال: والله ما تلحقني
السلوقي: والله ألحقك
وطالت المسافة ولم يستطع السلوقي اللحاق بالغزال وأعلن إستسلامه قائلاً للغزال: أعترف بالهزيمة لكن توقّف وأخبرني، لماذا كنت واثقاً من نفسك؟
فقال الغزال: لأنني كنت أركض لنفسي فإن أمسكتني فقدت حياتي، وأنت تركض لمعزّبك وإن فشلت باللحاق بي فسوف تعود له ويطعمك.
 
خلاصة القول:
التحلطم عادة كويتية، والسلوقي مهو على كل حال يعشّيك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق