قرأت
هذا التعريف للجهل المركب وينسبه كاتبه للإمام الجويني: الجهل المركب هو إدراك
الشيء على غير ما هو في الواقع مع ظن صاحبه أنه العلم الصحيح. أحسست وأنا أقرأ هذه
الكلمات أننا «ماخذين مقلب في حالنا»، وكأنما فصّل هذا التعريف لـ«الجهل المركب»
على واقعنا وفهمنا للوضع السياسي في البلد، جميعنا محللون سياسيون ومنظرون ونقاد
وأصحاب رؤى وخطط، ونعرف ما يجب وما لا يجب.. نتابع الأخبار أولا فأولا،، نشاهد
«العربية»، ثم «الراي» وقناة «الوطن»، وتلفزيون الكويت، والإنترنت، ونشترك في
خدمات الـSMS لآخر الأخبار، حتى القنوات الهابطة نشاهد برامجها مع أنها تحاربنا
وتشتمنا، ونضحك على أنفسنا لإيجاد العذر لمتابعتها ونقول: نتابعها من باب اعرف
عدوك - للغباء حدود! كل هذا وأكثر، لكن يبدو أننا نعاني الجهل المركب ونفهم الأمور
على غير ما هي عليه. قراءتنا للواقع مقلوبة، ورؤيتنا خاطئة، ونسير في اتجاه غير
صحيح، ولا نعلم إلى أين.
ما الذي تشعرون به بعد التعرف على موقف السعدون من الخصخصة؟
خلاصة القول:
من المؤكد أننا نعيش في حالة إغماء فكري، ولكن أعتقد أننا بدأنا بالاستيقاظ.. أخيراً
اليوم
سأقرأ الأحداث بشكل مغاير، وإن لم تصح القراءة فشأنها شأن كل القراءات الخاطئة
التي يتبجح بها الخبراء والنشطاء السياسيون والمحللون وفلاسفة قوى الكشري.
أعتقد
أن الجهل المركب سببه الذكاء الخارق الذي تتمتع به الحكومة!
الحكومة
الضعيفة بنظرنا والتي نعيب تخطيطها وتقديرها وسوء إدارتها لشؤون البلاد، يبدو أن
الحكومة تطبخ المجلس على نار هادئة.. ولا تستعجل النتائج. ويبدو أن هذه الطبخة
بدأت منذ 3 سنوات وربما أكثر.. في حين كنا منشغلين بالتحليل.. والتنظير. ومع طول
فترة التجهيز والتحضير للوليمة الكبرى، فقد بدأت أطراف كثيرة في المساهمة، ومد يد
العون للحكومة.. فالإعلام أول المساهمين.. ونواب بعض الأمة.. وثلة من التجار، وحتى
الشعب البسيط يساهم، ومساهمة الشعب مختلفة نوعاً ما، حيث إن دوره يتوقف على تهيئة
نفسه لتقبل أي وضع جديد، بغض النظر عن تناسب هذا الوضع ومصلحة البلاد والعباد. ولكن
هذا القرار قد لا تكون له حاجة في حال رفع نواب الأمة الراية للحكومة، وأعلنوا
استسلامهم واعترفوا بتفوق الحكومة الذكية، في هذه الحالة سيستمر المجلس لـ4 سنوات..
وسنشهد التنمية على طريقة الحكومة، وأول الفأل تمرير الخصخصة، والتي تزامنت مع
موسم السرايات التي لا نعرف خيرها من شرها! وستجني الحكومة ثمار تخطيطها تباعاً
ونحن نتفرج ونردد: «يد ما تقواها صافحها!».
ولا
أعتقد أن مصافحة الحكومة خطأ، خصوصاً بعد أن رأينا قدوة الشعب وكبير القوم النائب
أحمد السعدون يصافح الحكومة على مائدة الخصخصة ضارباً بالشعبي عرض الحائط وطوله.
ويدفعني
الحديث عن السعدون والخصخصة لسؤال مشجعي كتلة العمل الشعبي:ما الذي تشعرون به بعد التعرف على موقف السعدون من الخصخصة؟
من المؤكد أننا نعيش في حالة إغماء فكري، ولكن أعتقد أننا بدأنا بالاستيقاظ.. أخيراً