2009-11-30

إلى متى الهروب؟

محاولة هروب الحكومة من المواجهة تذكرني بحكاية الفارس الجبان الذي وجد نفسه أمام عدوه وجهاً لوجه
وكلاهما يمتطي حصانة متوشحاً سيفه لا يمنعه من القتال مانع، إلا أن هذا الفارس الجبان اتخذ قرار الانهزام والهروب من المعركة، معتمداً على سرعة حصانه الذي يبدو أنه يعتمد عليه في مثل هذه الحالات وله معه تجارب ناجعة، ولأن الفارس الآخر يثق بنفسه ويعتقد بقدرته على النيل من عدوه، فقد كان عازماً على القتال.. انطلق الجبان هارباً حاملاً شعار «من خاف سلم.. وجبان جبان بس أعيش».
وانطلق صاحبنا الشجاع خلفه،، لكنه عجز عن اللحاق به لفارق السرعة بين الحصانين، فلم يكن أمام صاحبنا الشجاع سوى الصراخ على عدوه المنهزم مخاطباً إياه بهذه الكلمات: «قف.. قف.. يا جبان.. ألا تستحي.. أتهرب من المعركة.. ارجع وقاتل»
كلمات قاسية جداً حرّكت مشاعر ذلك المنهزم، لأنه يعرف معناها، ولأن فيه بقية شجاعة وعزة وكبرياء.. وقف.. وعاد.. وقاتل.. لكنه قـُتـِل، قُتِل مقبلاً غير مدبر.. وكان يملك فرصة من اثنتين للفوز، لكنه لم يهيئ نفسه لذلك منذ البداية.


يا حكومة.. يا وزراء.. إلى متى الهروب؟ وإلى أين؟
قفوا.. وعودوا.. وقاتلوا، الاستجواب لن يقتل أحداً.. خصوصاً أن قاعة عبدالله السالم مليئة بالأصدقاء والحلفاء، كل ما في الأمر أن قوة النواب تكمن في ضعف الوزراء، فأغلب الاستجوابات أشبه بالقضايا الناجحة بالنسبة للحكومة، لكن المحامي فاشل،
فالكل يراهن على قدرة النواب على الخطابة مقابل ضعف الوزراء في هذا الجانب، بغض النظر عما تحتويه محاور الاستجواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق