أضحك
عندما أقرأ تصريحا لنائب يهدد فيه باستجواب وزير الشؤون محمد العفاسي وأقول بيني
وبين نفسي (يا أبوك وين أنت رايح، بلاش مضيعة وقت)؟
أنا على يقين أن نواب (بعض الأمة) يمارسون هواية التهديد كوسيلة ضغط يتكرر استخدامها والتلويح بها في أوقات تتزامن عادةً مع توقع إصدار قرارات مهمة، في محاولة لتوجيه هذه القرارات لما يتوافق ومصالح هؤلاء النواب، أو إيقافها إن كانت لا تخدم توجهاتهم وتصب في مصلحة آخرين. أما المصلحة العامة فليست من ضمن الأولويات عند هؤلاء (البعض) وإن كانت مطيتهم لبلوغ وتحقيق أهدافهم.
تعرف طعامٍ يجرح الحلق قبل إنك تذوقه
أنا على يقين أن نواب (بعض الأمة) يمارسون هواية التهديد كوسيلة ضغط يتكرر استخدامها والتلويح بها في أوقات تتزامن عادةً مع توقع إصدار قرارات مهمة، في محاولة لتوجيه هذه القرارات لما يتوافق ومصالح هؤلاء النواب، أو إيقافها إن كانت لا تخدم توجهاتهم وتصب في مصلحة آخرين. أما المصلحة العامة فليست من ضمن الأولويات عند هؤلاء (البعض) وإن كانت مطيتهم لبلوغ وتحقيق أهدافهم.
لذا
نقول: ان الاستجواب سؤال وجواب، والنائب يجب أن يمارس أدواته الدستورية بشكل صحيح،
فالتهديد بالاستجواب يجب أن يكون مبنيا على أسباب مقنعة وأدلة قاطعة تستحق مساءلة
الوزير بدلاً من اتباع اسلوب المقايضة والابتزاز الرخيص الذي امتهنه نواب (بعض
الأمة).
التهديدات
التي يطلقها نواب بعض الأمة ليست أكثر من لغو كلام ولا تتجاوز حناجرهم وإن بدا لك
أنهم جادون في هذه التهديد.
التصريح
الذي يستحق أن نقف عنده ونناقشه هو تصريح وتهديد أحمد السعدون نائب الأمة كبير
السن كبير القدر، السياسي المخضرم، والخبير الدستوري، هذا التهديد بالاستجواب -
الذي لن يكون أبداً - سنتحدث عنه قليلاً لأنه صدر عن كبير القوم هو في النهاية لا
يختلف عن تهديد نواب (بعض الأمة).. الفرق أن أحدهما هواية والآخر مهنة.
أبو
عبدالعزيز لم يقف ولم يوقف أحداً على منصة الاستجواب، رغم أنه عارض الحكومة على
طول الخط، وأقصى ما وصل إليه أن تقدم باستجواب لرئيس مجلس الوزراء في محاولة لم
يكتب لها النجاح بسبب حل المجلس وسأخبركم بالأسباب التي تمنع السعدون من استجواب
العفاسي:
-السبب
الأول: أن الوزراء من أبناء القبائل يعتبرون خطا أحمر أمام أحمد السعدون. فكتلة
العمل الشعبي - التي يترأسها أبو عبدالعزيز ويعتمد عليها وهي رأسماله - تعتمد على
أبناء القبائل، فعمود ارتكازها مسلم البراك، وجميع أعضائها الحاليين من أبناء
القبائل، سواء المنضمين بشكل رسمي أو من كانوا على قائمة الانتظار! كما أن القاعدة
الانتخابية للكتلة ترتكز على أبناء القبائل خصوصاً في الدائرتين الرابعة والخامسة،
ولأن استجواب العفاسي سيغضب أبناء هاتين الدائرتين، فمن الأفضل الاكتفاء بالتهديد.
-السبب
الثاني: هو أن الوزير العفاسي يحظى بدعم الحكومة ونواب (بعض الأمة ) بالتبعية كما
يتمتع بحماية أبناء قبيلته في المجلس الحالي وتأييد نواب القبائل الآخرين. قناعة،
وتعاطف، وتقاطع مصالح (وش لنا في المشاكل)، وغيره.
-السبب
الثالث: أن مثل هذا الاستجواب سيضع مسلم البراك في موقف حرج مع أبناء قبيلته
ابتداء من الوزير نفسه والذي تربطه علاقة قوية معه، ومروراً بالنواب، وشيوخ
القبيلة، والوجهاء، وانتهاء بأصغر ناخب، وليس من الذكاء تكرار ما حدث في استجواب
محمد شرار
خلاصة
القول
إن
كنت رجالٍ محنك تروح الصبح وتعودتعرف طعامٍ يجرح الحلق قبل إنك تذوقه