2024-12-19

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأيسر من علباك، تقريباً.

من كل الزوايا، شاهد كل خلق الله، انسحاب روسيا، وطائراتها، وإيران، وميليشياتها، وبشار وجيشه، ودباباته، وبراميله، من سوريا، وشاهدوا في ذات التوقيت، قوات الثوار -المختلفة- تسيطر على ثلثي المناطق، مشياً على الأقدام!

شاهدنا القوات الكردية، تفرض سيطرتها، على مناطقها شمال سوريا، بدعم أمريكي.

شاهدنا توغل الجيش الإسرائيلي، واحتلال مناطق جديدة، جنوب سوريا.

شاهدنا دخول الدبابات التركية، من الشمال.

شاهدنا تعاون الغرب، مع هيئات، وشخصيات، كانت تضعها بالأمس في قوائم الإرهاب!

شاهدنا أشياء كثيرة، من كل الزوايا، باستثناء الزاوية الميتة، الواقعة، خلف علبا السايق!، لم نشاهد القادم منها!!، لكننا قد نشاهده قريباً، وبشكل واضح، مع استلام ترامب للحكم، بداية عام 2025، حينها، قد نكتشف، أن الأحداث التي نشاهدها في المرآة، أصغر، بكثير، مما هي عليه في الواقع.


سألني عبيد؛ شرايك باللي صار في سوريا؟ 

قلت: خير، في بطنه شر!

*

خلاصة القول:

‏أبو سبعة كفر يمشي ولا هو مثل أبو جنزير

أبو جنزير يسرف فالجبال إليا تولاها

*

مقال ذو صلة: نكبة 7 اكتوبر

http://justideaq8.blogspot.com/2023/10/7.html

.

2024-10-30

مشعل النامي.. ماذا فعلت؟

أقسم بالله، ما همهم دين، ولا عقيدة، ولا أخلاق، ولا إنسانية، ولا فلسطين، ولا غزة.


محمد العوضي وحزبه، ومعهم كثيرون، كانوا -ولا يزالون- لا يتناهون عن منكر فعلوه، كبيراً كان، أم صغيرا، وهم أصحاب القاعدة الفاسدة: "نتفق فيما إتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا، فيما اختلفنا فيه"، يعي ذلك، كل من عايش، بعقله، حقبة الثورات، والمظاهرات، والحراك الفوضوي، وكل من شهد تحالف الماكنتوش، الذي جمع حزب اخوان، وتكتل شعبي، وتيار تقدمي، واتحادات طلبة، ونقابات، وخليط تكفيريين، وشيعة، وصوفية، وبعض المصابن، وخليط غريب، بألوان مختلفة، اجتمع في نفس العلبة.

ما همهم دين، ولا عقيدة، ولا صخام، المهم أن تسير معهم في نفس الإتجاه، فإن خالفتهم، في أي موقف، حتى وإن كان موقف باص 🚌، فأنت من كفار قريش، عليك اللعنة، والغضب، وحطوا فيك سبع العذاريب، وانتهجوا معك سياسة الإقصاء السياسي، والإقصاء الإجتماعي، وحرّموا السلام عليك، ومصافحتك، وأفتوا بطردك من مجالسهم، مخالفين الدين، والأعراف، وعلوم الرجال!

كانت معهم "ولّادة"، تجالسهم في الديوانية، وفي ساحة الإرادة، وفي اجتماعاتهم الخاصة، ولم يتجرأ أحد منهم، أن يوجه لها، ولو مجرد لوم خفيف!، لتعديها على رب العالمين، وعلى الرسول الكريم ﷺ، وعلى أمهات المؤمنين، وعلى ثوابت الدين، بل أنهم، وفوق شينهم، كانوا يزكّونها، ويحشمونها، ويسمّونها أخت الرجال، وأنها صوت الحق، يعلنون ذلك، وينشرونه، في حساباتهم، ولا يُبالون، لأن السالفة عندهم، مهي سالفة دين، ولا عقيدة، ولا أخلاق، ولا مبدأ، إنما سالفة؛ "أنت معنا، أو ضدنا"، فإن كنت معنا، فذنبك مغفور، وخطيئتك ماكلين عنها تبن وساكتين.

وإن صحىٰ نايم، وسأل، وش قالت ولّادة؟، فأقول له: اقرأ، إن شئت 👇🏼:

مقال، رياجيّل ولّادة

http://justideaq8.blogspot.com/2014/01/blog-post_9.html

وللعلم، عرضت هذا المقال، على اثنين، من أبرز 5 نواب، في مرحلة الماكنتوش، فقال أحد: ما فيه دليل!!، وقال الآخر: فكنا منها، هذي ترفع قضايا!!

أيضاً، أحد مكونات علبة الماكنتوش، كان قد ذكر -بحسب هرجة لسانه- عن جلوسه، مع صاحب وكر فساد، وخاض في أعراض، بنات الكويت، وهو يضحك، فاستنكر عليه أناس كثيرون، لم يكن من بينهم أحد من النواب الإثنين، ولا الخمسة، ولا الخمسين، ولا المحامي الكندري، ولا اي شوكلاته ملوّنة!!. ليش؟؟ لأن السالفة مهي دين، ولا عقيدة، ولا أخلاق، ولا غَيرة، إنما أين تقف يا صاحب السالفة!!، فإن كنت معنا، فكيف الحال، وعساك طيب✋🏼

من خارج العلبة، كان هناك محمد السويدي، الذي تعرض لنساء بلدين خليجيين بكلام لا يُسكت عنه، على عين، ومسمع، العلبة وما حوت، لكنهم سكتوا، لأن السويدي، يسير معهم في ذات الإتجاه.

وهكذا هم، لا يتناهون عن منكر فعلوه، والقضايا المشابهة كثيرة، والأحداث متكررة، والمواقف تثبت، أنهم مجرد تجار، يستثمرون في الظروف، على حساب الدين، والعقيدة، والأخلاق، وفلسطين، وغزة، والغافل ما درىٰ.

لكن العاقل يدري، أن هجومهم الشرس، الممنهج، على مشعل النامي، ليس لأن مشعل أخطأ، إنما لأنه خصمهم العنيد، الذي تصدّىٰ لخطرهم، ومخططاتهم، وكشف أكاذيبهم، وأظهر حقيقتهم، التي جهلها كثير من الناس، شيء أثبته بالأدلة والبراهين، وشيء تركه للزمن، فكان كما قال، فزادهم ذلك حقداً، وألماً، فما زالوا يتحينون كل فرصة، للإنتقام منه، يثبت ذلك ردة فعلهم، المكشوفة، المبالغ فيها جداً جداً، والتي خالفت قاعدة نيوتن، وجاءت عشرات أضعاف الفعل.


مشعل النامي، وإن تحدث -مستنكراً- بما لا ينبغي أن يُتحدث به، أو أخطأ في النقل عن أحدهم، والذي ربما -والله أعلم- كان قد دس له السم في العسل، فتبقىٰ غلطته، حبة ملح، ستذوب في بحر مصداقيته، فهو كما أعرفه، سليم المنهج -ولا نزكيه على الله-، صاحب مبدأ، وطرح ثابت، لم تغيّره المتغيرات، وهو رجل وطني بامتياز، لم يخالف توجه، وسياسة دولته، دافع عن بلده عندما تكالبت عليها ضباع الثورات، وكلاب الأحزاب، تصدّىٰ لتأجيج قناة الجزيرة ضد حكامه، وحكومته، وقف في وجه الإيرانيين، والتكفيريين، وتعرض لأذىٰ كثير، وتهديد بالقتل، وكل ذلك دون وطنه، فيما كان العوضي، وربعه ياكلون حلاو، ويسيرون بالإتجاه المخالف لسياسة دولتهم.

*

خلاصة القول:

العوضي، عاد لينتقم!


.

2024-07-27

العشاء الأخير يا عيال الكلب!

المواقف زرقة رمح، واللي يبي يهرج بكره، قولوا له: فاتت يا ونيّان!

*

أخذت جولة، على حسابات أكثر الدناقرة، ربع جبنة كيري، في تويتر x، والذين كانوا يتصدرون هاشتاقات مقاطعة فرنسا، مرة بادعاء حب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومرة فزعة لتركيا، ومرة دفاعاً عن حجاب مسلمة تركت بلدها اللي تسمع فيه الأذان! وهاجرت، إلى أعفن بلد، فلم أجد، مع نهاية الجولة، أي تعليق، لأي دنقور، على وصاخة فرنسا، وما جرىٰ في افتتاح أولمبياد باريس، والرسائل المبطنة، ومشهد "العشاء الأخير"، المخزي، المسيء، المنحرف، الذي لا أعتقد أن أحداً، استطاع الإستمرار، في متابعته، اللهم إن كان ما يفهم وش السالفة يا ولد!! (والله ما أفصّل فيها، واللي ما يفهم، على وجهه).

عدم وجود، أي ردة فعل، من جميع الدناقرة، يؤكد أحد أمرين: إما أن مشاركاتهم السابقة، تصنّع، وأنهم إنما كانوا يستثمرون في تلك الأحداث، لأهداف حزبية، وسياسية، وانتخابية، ولم يعد لها جدوىٰ اليوم، بانعدام مجلس الأمة، وإما أنهم إمّعات، ينقادون خلف الحسابات النشطة، ذات الأصوات العالية، والهاشتاقات، ويتفاعلون -دون وعي- بما يُطرحه المؤثرون، في الإعلام، وفي وسائل التواصل، فلما انعدم الصوت، تلاشىٓ الصدىٰ!!

الدناقرة، كانوا يصفقون، لأي لاعب كويتي، ينسحب أمام لاعب إسرائيلي، ويجعلون منه بطلاً، رغم أن أكثر تلك البطولات، غير رسمية، وبعض اللاعبين مشترك فيها بفلوسه!!، واليوم لا ردة فعل، ولا نية انسحاب، ولا حتى مجرد مطالبة بتسجيل موقف، رغم أن الأمر جلل، والفعل كبير، وخطير، ومتعمد، وبرعاية الدولة، وعلى عينك يا دنقور.

*

خلاصة القول:

جبنة كيري طرّية!

.

2024-05-31

خمخم فسادك

 🤨: يعني عاجبك تعطيل الدستور، ونقعد بدون مجلس أمة؟!

- ايه عاجبني، وأحلىٰ من حليب المصاغير، لا روّحت من خايعٍ فيه زملوق، ومتفائل جداً، والقادم كله خير -بإذن الله- والموضوع مسألة وقت فقط، وإن قلت لي كم نحتاج، لتتضح الصورة؟ سأقول: سنة للمفتح، وقليل الإستيعاب يحتاج سنتين، وربع الحراك، وجمهور الإخوان، وشلّة "أردوغان نهض باقتصاد تركيا"، يحتاجون 5 سنوات، كالعادة!، أما مجانين بلادي، فلن يتضح لهم شيء، ولن يعترفوا بشيء، وسوف يستمرون، على نهجهم، في الحلطمة، والتفتيش في السفاسف.

يستاء من الوضع الحالي، ويخشىٰ القادم، ويعذرب الإصلاحات، كل شخص، مستفيد من منفعة، أو فساد، تحصّل عليه، بطريقة غير مشروعة، ولا يرغب في تغييره.

اربطوا الأحزمة، العمل على قدم وساق، ومؤسسات الدولة، تُنافس بعضها، في الإصلاحات، وتطبيق القانون، ومدري يمدي الربع 🏃🏽‍♂️ يصلحون أوضاعهم، أو ما يمديهم، والنصيحة لهم، ألا يؤجلوا عمل اليوم إلى غد 😉، خمخموا فسادكم، واستروا حالكم، قبل يجيكم القانون 🚓.

عندك جاخور غنم؟ حط فيه غنم، عندك مزرعة بصل؟ ازرع بصل، مستولي على أملاك الدولة، ومسويها مستودعات؟ فككها قبل يدكونها، شاليهات، قسايم صناعية، ديوانيات، مشاريع صغيرة، فود ترك، الكل جايه الدور، حتى راعي البرّد اللي على الدوار.

ونصيحة جانبية، للمتكلمين في السياسة، من نواب سابقين، ومغردين، ممن لديهم في تويتر (X) متابعين فوق الـ100 ألف، نصيحة: إذا قدرت تبيع حسابك، بيعه، واستفد كم فلس، قبل أن يبني العنكبوت، بيته، على بيتك، ويصبح مهجوراً. 


وسلامتكم.


خلاصة القول: تطبيق القانون أسهل من مخالفته! 







2024-05-14

دَخَنْ

"إذا صلحت عقيدة المسلم، صلح ما بعدها".


من قبل اكتشاف النفط، بعشرات السنين، والهجرات البشرية تتوالىٰ، إلى هذه البقعة المباركة، بحثاً عن الإستقرار، والأمن، ولقمة العيش، التي يفتقدها، كثير من شعوب المنطقة، تحديداً في فترات الحكم العثماني، الذي لم يُشبع جائعاً، ولم يُؤمّن خائفاً.

من شرق، ومن شمال، ومن نجد، ومن جنوب، توافد الناس، جماعات، وفرادى، إلى الكويت، ليس لأن فيها حريات، وديموقراطية، ومجلس أمة!، لا، لا، لا، بل لأنها بلد خير، وشيوخها أجاويد، وحكومتها تطعم الجايع، وتأمن الخايف، وتنصف المظلوم.

استقر المهاجرون، واختلطت الوفود، في محيط صغير، تآلفت قلوب ساكنيه، تعايشوا، وذابت فروقاتهم، في نسيج مجتمعي واحد، بفضل البيئة الإيجابية، الجاذبة، التي عملت على توفيرها الدولة، في زمن، نقي، لم يتلوث أهله، بأكاذيب الديموقراطية، وعفن الأحزاب، وسفاسف الحريات، وخثاريق الشعبوية.

ثم ابتعثت الدولة، أولادها، برمان وإخوانه، إلى مصر، ولبنان، ودول أخرىٰ، لطلب العلم، فاقتنص حسن البنا وحزبه بعضهم، واقتنص القوميون بعضاً آخرين، وسْوَسُوا في رؤوسهم المربعة، فلوّثوا أفكارهم، وأفسدوا عقائدهم.

عاد الأفنديّة، المتعلمين، إلى الكويت، ينقلون الحية🐍، ويبثون سموم أفكار أحزابهم، في شرايين مجتمعهم، باسم الإخوانية، والقومية، والحرية، فاختلفت القلوب، وتغيّر الناس، وتباينت الفروقات، وانقسم المجتمع، وأصاب عقائد القوم دَخَن!!، ومن هنا بدأت الحكاية.

الحكاية، أن عقيدة عوام الناس، كانت سليمة بالفطرة، حتى وإن جهلوا تعريف العقيدة، ولأنهم على النيّة، وعلى السجيّة، فقد ظنوا، أن كل متعلّم يفهم، وظنوا أن كل خريج أزهر ديّن وزين، فوقعوا ضحية الأفنديّة، المتعلمين، صيدات القوميّة، والإخوانية.

ثم صيغ الدستور!!، الذي فتح الباب للأفندية بالمشاركة، في القرار، والتشريع، فنجحوا بالوصول، بدعم البسطاء، فأصبح لهم شأن، وشوي شوي، وشوي شوي، حتى اعتقد الأفندية، وأتباعهم، أنهم شركاء في المال، والحكم!!، وشوي شوي، قاموا يتغربشون، ويتدخلون في صلاحية سمو أمير البلاد، ويُنازعون الأمر أهله، كاشفين عن انحراف خطير، في العقيدة، ومخالفة صريحة للدستور، الذي اعتقدوا، أنه الباب السهل، للولوج للسلطة.

اللافت، أن الأفنديّة، كانوا قد شكلوا عدة أحزاب، وتكتلات، بأفكار متضادة، وأجندات متناقضة، فنشأ عن ذلك، تنافس معلن بينهم، وحروب كلامية، وخصام سياسي شرس، وضرب، وطعن، وشتيمة، استمر حتى انطلاق شرارة ثورات الخريف العربي، ثم، فجأة، وبدون مقدمات، تراضوا!!، وتحالفت جميع أحزابهم، ضد حكومات الخليج -باستثناء قطر-، لم يجمعهم دين، ولا عقيدة، ولا حب وطن، إنما اجتمعوا على "كراهية الحكام والحكومات"، وهذا "مَجْمَع اعفون"، ما سبقهم عليه أحد!!

المهم يا إخوان، الكويت أرضٍ باردة، من قبل أن نعرف الأفندية، والأحزاب، والبرلمان، وبإذن الله ستظل أرضٍ باردة، بدون برلمان، وبدون أحزاب، وأفندية.

*

خلاصة القول:

أصلحوا عقائدكم، يَصلح حالكم.

.

2024-01-14

سعد بطيخ

**

مفلح دهيمان الشمري، يقول:

وإن شفتني غايب، ولاني بموجود

الذيب ما يسرح مع الضين والشاه

**

يقولون، أن لعبة الشطرنج، والألغاز، وحل الكلمات المتقاطعة، تُساعد في المحافظة على اللياقة الذهنية للإنسان، إضافة إلى التغذية الصحية، والرياضة، وغيرها من الأمور، والتدابير، التي لا أحبها، أو لا أفضل ممارستها، والإلتزام بها، فقط هناك أمر واحد أعتقد أنه يناسبني، ويساعدني، في تنشيط الذاكرة، والمحافظة على اللياقة الذهنية، وهو الكتابة، لذلك، سأحاول تنشّيط لياقتي الذهنية، بكتابة مقال، وليعذرني القارئ، إن لم آتِ بجديد، وجاء مقالي هذا، طويلاً، مملاً، مكرراً، ومشابهاً لحالة زميلي السابق سعد، الذي يمارس رياضة المشي، بشكل دائم، منذ 5 سنوات، في نفس المكان، في نفس الحزّة، بنفس البدلة، وما تزال كرشه كما هي!

*

ينمو البطيخ، ويتشكل، بالهيئة التي خلقه الله عليها، دائرياً، وبيضاوياً، وكذلك كل الثمار، والمخلوقات بشكل عام، كلٌ بحسب تكوينه.

الصين، واليابان، تدّخلوا في الموضوع، وجعلوا البطيخ مربعاً، باستخدام قوالب، توضع البطيخة بداخلها، مع أولىٰ مراحل نموها، فتتشكل قصرياً، مربعة.

*

يُولد الإنسان على الفطرة، ينشأ عليها، ينمو، ويكبر، بالهيئة التي خلقه الله عليها، وبالطباع التي جُبِلَ عليها، والمرء ابن بيئته، يتأثر بمن حوله، منسجماً، ومتعايشاً مع مجتمعه، بعاداته، وتقاليده.

الأحزاب، والكتل، وجهّال السياسة، تدخلوا في الموضوع، وجعلوا راس بعض الناس مربعاً، بإدخالها في قوالب الحزبية، والتكتلات، والإتحادات، والإنتخابات، مما أدىٰ إلى تفشّي ظاهرة الرؤوس المربعة، المخالفة لفطرتها، الشاذة عن بيئتها، المنسلخة من مجتمعها، وسعد ولّىٰ معهم، ما بقىٰ معه من سلوم أهله، ألا الدشداشة، والغترة.

للعلم، الرأس المربع، شكل افتراضي، لا تُشاهده العين المجردة، إنما تتشكل التربيعة، داخل الجمجمة، خصوصاً الفارغة، لكنك تستطيع، التعرف على الرؤوس المربعة، بعلامات، وأعراض، تظهر على أصحابها، عندما يتحدثون، أو يكتبون.

الصينيون غيّروا خلقة الله، وشكل البطيخ، من باب التسويق، والترويج، والبحث عن ربح، وعوائد مالية، لكنهم لم يغيّروا البطيخة من الداخل، فاحتفظت بلونها، وطعمها، وفوائدها، مثل فيتامين B16، الذي ينشّط الذاكرة، ويُساعد على التركيز، على عكس ما تفعله الأحزاب، والكتل، ونواب الشعبوية، وقوم الحريات، الذين غيّروا سعد بطيخ من الداخل، فأصبح بلا لون، ولا طعم، وأفقدوه تركيزه، وجلعوا منه كتلة B52، ضد عقيدته، ووطنه، وحكامه، وحكومة بلده، ومجتمعه، وبيئته، وأهله.

النقطة المهمة، والأمر اللافت، أن كل سعد بطيخ، وجميع براميل B52، يشتركون في الـ7 صفات أعلاه، رغم اختلاف أحزابهم، ومشاربهم، ومصالحهم، مع أنه لا تجمعهم مودة، ولا عقيدة، ولا وطنية، وغالباً يتنافسون الدنيا، ويتقاتلون عليها، لكنهم يتفقون، ويجتمعون على أمر واحد، وهو كراهية الآخرين!، كراهية الحاكم، كراهية الحكومات، كراهية الجيران، كراهية علماء الدين، كراهية الخصوم، وهكذا، وهذه الظاهرة، من أعفن الظواهر التي انتشرت في الكويت، وتسببت في تفرقة المجتمع، وتصنيفه، وأعتقد أن بذرتها، نشأت قديماً، فترة الـ 50 ـيات، مستوردة من جامعات لبنان، وأزهر مصر، التي جلبت لنا القومية، والشيوعية، والحزبية الدينية، فمنها تفشّت ظاهرة الرؤوس المربعة، التي تمردت على عقيدتها، ووطنها، ومجتمعها.

أفَلَت القومية، وبادت الشيوعية، وانتهىٰ دور الأزهر، لكن لا تامن فروخ الداب لو أبوهن مات، فالرؤوس المربعة، لا تزال باقية، وتتمدد، بإسم حدس، وحشد، والمنبر، وبقية الأسماء، بذات الشعارات، والأفكار الشاذة، المترسبة في زوايا التربيعة، التي لا نزال عاجزين، عن تنظيف ما علق بها، وتراكم، من تلوث عقدي، وثقافات سيئة، يحرّمها الدين، وتمجّها فطرة الإنسان.

(في هذا الجزء من المقال، فقرة تتحدث عن "هوسات دواوين الإثنين"، سأتجاوز الحديث عنها، احتراماً لآدمية الميت من المهوسين، وتقديراً لشيبات الحي منهم)، لكنني عندما أتذكر دواوين الإثنين، ومعارضات الـ80ـيات، ومشاغبات ذلك الجيل، لا أملك إلا أن أقول: الله يرحم الحجاج عند ولده، فقد كانوا يلتزمون حدود الأدب، مع الحاكم، واحترام القانون، والأعراف، وإن شذ بعضهم، ثم خلف بعدهم، جيل من الرؤوس المربعة، لا اعتبار لديه لأي شيء؛ جيل تشرّب ثقافة الكراهية، والاستهزاء، والإقصاء، والتشهير، والتحقير، والطعن، والتخوين، والتصنيف، وجعلوا البلد فريقين!!

نقطة أخيرة: جيل سعد بطيخ، تلبّس بثوب الفضيلة، وادّعىٰ المثالية، لفترة من الزمن، لكنه عجز عن الإستمرار في التمثيل، وانتهىٰ به الأمر بهذا الشكل 👇🏼



*

خلاصة القول:

العقل زينة.

.

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...