"الطيور على أشكالها تقع"، ماذا يعني هذا المثل؟
في الطبيعة، في الغابة، في الصحراء، وفي كل بيئة، لا يتدخل بها الإنسان، تجد الغربان مع الغربان، النوارس مع النوارس، حمام الدحل مع بعض، الزرازير، العقبان، وهكذا، بالفطرة.
الإنسان كذلك، لو تُرِكَ على فطرته، لوجدته يُصاحب أشباهه، اللي من طينته، وعلى أطباعه.
*
الجاهل القائل: "لا يصلّين أحدكم العشاء إلا في ساحة الإرادة"، أعلن ترشحه لإنتخابات مجلس الأمة 2023، سيسقط طبعاً، فقط بغيت أذكّر، أنه كان أكثر كائن استهزأ بأحاديث السمع والطاعة، وأنه صاحب أطول سلسلة تغريدات، في انتقاد خُطب الجمعة، في الكويت، يشكك في مضامينها، يلمز الخطباء، يتهم نواياهم، ويطعن في ذممهم، وهو أحد المحرضين على الخروج من المسجد، وعدم إكمال الإستماع للخطبة، إذا ما جازلك موضوعها!!
لا يضرني أن يخوض هذا وأمثاله الإنتخابات، ولا يزعجني وصول أشكاله إلى مجلس الأمة، لا سيما بعد أن أصبح مجلس الأمة مثل نقابة البلدية؛ فهذا، وربعه -في النهاية- مجرد عدد، ضمن مجموعة أرقام، انتهىٰ دورها، وخرجت من الخدمة، في 3 يوليو 2013.
اللي مضايقني، فقط، أن بعض الشوارب تزكيه، وتدعمه، أو حتى تجامله، وتدعي له بالتوفيق!!، رغم أن ظاهرها يُخبر أنها مهي من أشباهه، ولا من طينته، وطبعها غير طبعه، ولا هي غربان! ولا نوارس! ولا زرازير!، لذلك أستغرب وقوعها على هالأشكال.
بعض الشوارب على نيّة، كما هو حال من أُستِغفلوا زمن الثورات، والمظاهرات، والحراك البائد، والمعارضة الوهمية، وهذه النوعيات يعلّمها الزمن، وكثير منهم يستفيق، ولو بعد حين.
المشكلة، والخطر، من اللي تهقىٰ فيه، وتحسبه على الشوارب، وظاهر علومه مرجلة، بدي، وشاصي، وديكور، ولسانٍ زين، وفي واقع الحال، قلبه مع النوارس، والغربان، ولا يستشعر، وينتبه لتخفّيه، إلا من فهم معنىٰ قاعدة عبدالله بن المبارك الذهبية، الكاشفة، للمبتدعة، والنوارس، حيث يقول رحمه الله: "من خفِيَت علينا بدعته، لم تخف عنا إلفته"، وقد فصّل في تبيانها كثير من أهل العلم، والبصيرة، بشرح لا يحتاج لفهمه، أكثر من أذن واحدة، "انسخوها وابحثوا عنها في اليوتيوب".
*
دائما أوجّه لتعلّم، وفهم تفسير قول الله تعالىٰ: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحنِ الْقَوْلِ}، فوالله لو فهمنا معنىٰ هذه الآية، وأفهمناها لأولادنا، لكانت حصناً، لنا، ولهم، من خُبث المبتدعة، والمنافقين، ودعاة الضلال، وفروخ الأحزاب، والنصابين، والمدلّسين، وأذناب الفاسدين، ولو عززناها بقاعدة ابن المبارك الذهبية، لرأينا الدنيا، وما فيها، من خلال شاشة عرض ثلاثية الأبعاد، وأول شخص راح يطلع لكم في الشاشة، هو اللي يقول: "أنا مو من الإخوان ولكن..."، وعلى طرف الشاشة، ستشاهدون أخوه صاحب مقولة: "بس والله أردوغان نهض باقتصاد تركيا"، وتعال تفرّج عاد على باقي النوارس!!
*
الإخوان الذين كانوا -وما يزال بعضهم- يكرر أسئلة مثل: هل الطبطبائي سلفي، هل سفاح تكفيري، هل عبدالكريم من الإخوان، هل المطير تبع فلان، هل عادل مع مرزوق، الخ ... افهموا القواعد الذهبية، وراح تفهمون الدنيا بما حَوَتْ، وسلامتكم، وتعيشون.
*
*
خلاصة القول:
يتكاتم أهل الأهواء كل شيء، إلا التآلف، والصحبة.
.