قبل أن تحاول فهم السياسة، يجب أن تفهم الحياة.
غالبية الشعوب، الخليجية، والعربية، والآسيوية، وكثير من شعوب دول الغرب، اللي عندهم معلومة عن الكويت، لديها فكرة عامة، حول مستوىٰ معيشة الفرد الكويتي، وجودة الحياة، وأن هذه البقعة من الأرض، هي الأفضل، لاجتماع مسببات السعادة فيها، لكن الكويتي -منفرداً- يرىٰ عكس ذلك تماماً، لأنه يعاني من إشكالية في الفهم الصحيح للحياة؛ فغالب ربعنا، يعتقدون أن السياسة هي الحياة!، وأن مجلس الأمة ترياق الحياة!، وأن النائب السابق هو سفير السعادة في هذه الحياة!، وبما أن أوضاع السياسة الداخلية، في حالة ارتباك دائم، بسبب تجاذبات أهل السياسة، وبسبب التسليم بكل ما يُنشر في تويتر، ويُرسل في قروبات الواتساب، فقد انعكس ذلك، على نفسية قليل الفهم، فظن أن الوضع سيِّء جداً، وأن الحياة زفت، رغم أن الواقع الذي يعيشه، يُكذّب الشعور الذي يعتقده، ويناقض حديث مجلسه، الروتيني، الذي يجلب الهم، ويقتل المتعة.
صديقي قليل الفهم، أُخرج من دائرة الزفت، التي رسمتها حول نفسك، حاول أن تفهم الحياة، واستمتع بها، لا تجعل النواقص تنغّص عيشتك، انظر للدنيا بعين الرضىٰ، لا تنظر لها بعين النواب، وحسابات تويتر، وحاول تواجه نفسك، وتقنعها بأمرين؛ أنك ما تفهم في السياسة، وأنك فاهم الدنيا غلط!، ترىٰ الجهل في السياسة مهو عيب، لكن العيب، أن يتجاوز عمرك الـ40، وأنت ما فهمت الحياة.
يا صديقي، عندما ينحصر فهمك، وإدراكك في حدود ما ترى وتسمع فقط، فأنت تعاني من قلة موارد الفهم.
*
خلاصة القول:
اللي يفهم الحياة، يزهد في السياسة!
.