التهيؤات، هي: الاعتقاد بوجود أمر، دون وجوده بشكل حقيقي، وإنما قام الدماغ بتصوير ذلك، وهي أربعة أنواع: البصرية، والسمعية، والحسية، والزقمبيّة.
علامات الثلاث الأول، أن ترىٰ، وتسمع، وتحس، بأمور غير موجودة، ومع ذلك، يظهر تأثيرها، في سلوكك، وأسلوب حياتك، وتحدد شكل علاقتك، بالمجتمع من حولك.
أما الرابعة، فعلامتها أن تتابع، في تويتر، أكثر من 13 خدمة اخبارية، و20 اسما وهميا، وتتناقل أخبار القبس، مسلّماً بها، ويظهر تأثيرها، في نوعية سوالفك، واهتماماتك!
التهيؤات البصرية، والحسية، ليسا ذات خطر كبير، فكثير من الناس، يتوهم رؤية أشياء، أو يشعر بأحاسيس غريبة، لكنها تكون عادةً، وقتية، وتنتهي بمجرد أن تستغفر، أو أن تلهّىٰ عنها، بأي شيء، وكذلك السمعية -مع خطورتها النسبية- يمكنك صرفها، بأكثر من وسيلة.
الخطر، كل الخطر، والذي يصعب التداوي منه، يكمن، في التهيؤات الزقمبية، لا سيما، إن كنت تعاني، سلفاً، من الثلاث الأول!
القبس، والخدمات الاخبارية، والأسماء الوهمية، تجعل منك كائناً زقمبياً، يتوهم أموراً غير موجودة، ويختلق سيناريوهات، ويصنع محتوىٰ، ويوزّع الأدوار، ثم يوكلون إليك، مهمة التشويق، والتسويق، لمسلسلاتهم!
*
الأخ زقمبي: اكذب على نفسك، قِص على عيالك، فهّم زوجتك أنك فاهم في السياسة، نظّر على السايق، والقهوچي، اصنع سيناريو على هواك، وناقشه أنت وربعك، عيش الصورة المثالية الكذابة، والدور اللي تمنّاه، لكن، لا تحاول تخدعنا، وتعيّشنا معك، في أوهامك، فنحن نراك، بصورة مناقضة، لتلك، التي تحاول أن ترسمها لواقعك، بالتلاوين!
*
الكائن الزقمبي، من أبسط الناس فهماً، للحالة السياسية المحلية، فهو يعتقد، أن نواب المجالس السابقة، أفضل من نواب المجالس اللاحقة، وأن الإنتخابات القادمة، ستُفرز توليفة برلمانية، أفضل من الحالية، كما يعتقد، أن سياسة الدولة، تتغير، بتغيّر الأسماء.
*
الزقمبي، هو ذلك المتهكم، بالأمس، على ذات الأسماء التي يمتدحها اليوم، ويتملّقها، أملاً في صنع سيناريو، يُعيده للمشهد السياسي؟!
وهو القائل: فلان ما يصلح! وفلان ضعيف! وفلان فاسد!، ما الذي تغيّر؟، هل كان يكذب سابقاً، في اتهامه لهم؟، أم أن حالهم صلح فجأة؟، أو ربما أنه اليوم يُمارس التقية، والنفاق؟
*
خلاصة القول:
التهيؤات تركبك الباصات!
.