لو أن صباح الخالد، سجن 17 شيخاً، وجمّد أموال 29 تاجراً، وعزل 88 مسؤولاً فاسداً، واسترد من السرّاق مليار دينار، وسحب المزارع، والجواخير، والشاليهات، والقسائم الصناعية، من غير المستحقين، وطبّق القانون، ومنع الواسطة، و...
هل سيرضىٰ عنه شحيت، ومحيت؟ لا والله! لن يرضوا، ولن يرضيهم شيء، فهذا محمد بن سلمان، فعل كل ما سبق، وما زال شحيت، ومحيت، يذمّانه.
شحيت لا يحارب فسادا، ومحيت لا يبحث عن إصلاح، إنما يسعيان لتحقيق غاية، فهما يمتهنان التفتيش، عن أخطاء الحاكم، وتسليط الضوء عليها، وإبرازها، وتهويلها، لهدف!!، وكلما أغلق باباً، دخلوا عليه من آخر، فإن أغلقه، فتحوا باباً ثالثاً، وهكذا.
محمد بن سلمان، أغلق باب سرّاق المال العام، وباب سطوة المتنفذين، وباب الواسطة، وباب المحسوبية، وباب المشيخة، و 99 باباً، كانت مدخلاً للفساد، المالي، والإداري، والمجتمعي، وطبّق القانون، وخلّا الناس تربط الحزام، فدخل عليه شحيت، ومحيت، ينتقدانه، من باب الإنفتاح، والحريات، والمرأة، و....
مع أن شحيت، ومحيت، ما عندهم مشكلة في الكويت، مع صباح الخالد، ولا اعتراض، فيما يتعلق بالإنفتاح، والحريات، والمرأة، و...، ولذلك، دخلا عليه من ذات الأبواب اللي سكّرها محمد بن سلمان، هناك.
ورغم أن الخالد، كان قد أغلق 3 أرباع الأبواب التي كانت مدخلاً، على ناصر المحمد، وجابر المبارك، إلا أن مقرقع البيبان، وجماعته، لم يذكروها له، ولم يشكروه عليها، واستمروا في القرقعة.
الموضوع وما فيه، أن هناك هدفا، والسعي للوصول إليه، يكون من خلال الأبواب المفتوحة، أو تلك التي لم تغلق بشكل جيد، باستثمار حدث ساعة، أو قضية شارع، أو خلل، وحتى زلة اللسان تُستثمر، وأحياناً، من خلال أسباب تُختلق، وشعارات وهمية مُعلنة، تُرفع، مثلما قالت الكويتية، عضوة حزب الاخوان؛ "هدف حملتنا المُعلن كان اسقاط رئيس مجلس الوزراء (ناصر المحمد) بسبب فساده، لكن هدفنا الحقيقي، كان اسقاط رمزية آل الصباح"!!.
*
في الفترات الأخيرة، أصبحت تصريحات، ومطالب، بعض النواب، والشخصيات السياسية، غير مفهومة، وغير واضحة الأسباب، لكنها تنتهي إلى هدف، مثل المطالبة برحيل رئيس الوزراء، أو المطالبة بعدم إعادة تكليف وزير الخارجية، وهذا يكشف أحد أمرين؛ إما أن المُصرِّح مامور، أو أنه شحيت.
*
سيقول التقليدي؛ يعني الديرة ما فيها فساد، وهل تنكر، وما تشوف، وما إلى ذلك!! فنقول؛ نعم فيها فساد، وأنت أحد صوره، وتعتاش منه، ونعلم ذلك، واللي على يمينك صورة منه، والوزير اللي سفّرك للعلاج صورة، واللي عطاك جاخور صورة، واللي صفط لك مناقصة صورة، والنائب اللي دخّل عيالنا ضبّاط صورة، وولدك اللي غش بالآيفون صورة، وزوجتك اللي تستلم دعم عمالة بالتزوير صورة، وشهادة الإعاقة اللي قدمت دورك على خلق الله في الأسكان صورة، ونعلم أن صور الفساد في المجتمع، أكثر من تلك المعلّقة على فاترينة مصور الأخوين، لكن الموضوع، أنك لا تُحارب أياً من صور الفساد المذكورة، إنما ترفعها مجرد شعارات، لهدف.
*
كتبت مرة؛ "والله لو يجيبون لكم عمر بن عبدالعزيز ما يرضيكم"، فقال محيت؛ ألّا يرضينا، بس خلهم يجيبونه، قلت؛ أول واحد يقطه في السجن أنت، ويسحب جاخورك!
*
خلاصة القول:
انتبهوا.. هناك هدف.
.
