يا غليّم، تعال علّمني، أنت مشكلتك مع الدين؟ أو مع الملتزمين؟
طبعاً الغليّم، وعلي غلوم، وأنور، وعبيد، وجمعان، وربع التيار التقدمي، والكل سيقول أن لا مشكلة له مع الدين -وإن كانت لدى البعض مشكلة-، لذلك سنتحدث عن مشكلتهم مع الملتزمين بتعاليم الدين، المجتهدين بإتباع المنهج السلفي.
أنور الرشيد، جمعان الحربش، عبيد الوسمي، وغيرهم العشرات من الشخصيات المعتبرة في المجتمع، إضافة إلى مئات من عوام الناس المتأثرين بهم، وكذلك أعداد كبيرة من سلق تويتر، يعتقدون أن بعض العلماء، والمشايخ، يساندون الحكومة ويصدّون الناس بفتاواهم عن تأييد الحراك السياسي، ويحولون بينهم وبين أهدافهم التي يرون أنها لا تتحقق إلا بالخروج إلى الشارع، والضغط من خلال الفوضى، والتخويف بكثرة الأعداد، والغوغاء!
مع العلم أن أصحاب المنهج السلفي اللي حامسين كبود الربع لا يملكون أي أدوات، أو وسائل مؤثرة لتوجيه الناس، بدليل قلة عدد ممثليهم في مجلس الأمة مقارنة ببقية شرائح المجتمع.
سأثبت لكم اليوم أن الفاشل هو فقط من يحاول إلقاء اللوم بأسباب فشله على الآخرين، فيما أنه الملام الأول لتقديمه مشاريع فاشلة غير مدروسة، ولتبنيه قضايا شكلية لم تبْنَ على أساس صحيح.
أولاً: كم نسبة المواطنين الذين قد يؤثر عليهم أصحاب المنهج السلفي اللي يولول منهم الغليّم وجمعان وعبيد والربع اللي أنتم خابرين؟
حسب ويكيبيديا 30% هي نسبة الشيعة في الكويت.
وحسب تقديري، 30% هي نسبة أتباع حزب الاخوان والمتأثرين بهم، والسرورية، والأشاعرة، والصوفية، والخوارج، والقوميين، واللادينيين، والتحالف، والليبراليين المستقلين، وربع الشعبي، وحدم، و١١/١١ ، وبقية مجاميع الحراك، والفانشيستا ومن على شاكلتهم، وسلق تويتر!
إذن، نستطيع أن نجزم أن 60% من الشعب الكويتي يرفض أن يسمع لأصحاب المنهج السلفي -الموالي للحاكم بحسب قولكم- وذلك للإختلاف، والتباين، معه عقائدياً، ومذهبياً، وفكرياً، وسياسياً، ومصلحياً!
نأتي على الـ 40% المتبقية من الشعب الكويتي، ولنجعلها بيننا وبينكم، بما أنكم تؤمنون بالديموقراطية، وتدعون إلى حرية الرأي والكلمة، حاولوا إقناعهم بما لديكم، واتركوا المشايخ يدخلون معكم في محاولة إقناعهم بما لديهم، فإن كان لديكم ما يقنع فضيفوهم إلى نسبة الشعب الحر! الذي تمارون به في كل مناسبة، وأثبتوا أنكم تملكون مشروعاً ناجحاً، وإن عجزتم فاتركوا الناس بما اختاروا، وسلموا للأمر الواقع بأن بضاعتكم لا تصلح، وأن غالبية الشعب يميل بفطرته السليمة إلى القول الحق، ولا يبيع دينه بعرض من الدنيا حقير!
ثانياً: ألا تلاحظون أنكم تدورون حول نفس الدائرة دائماً، وتختزلون الولاء والطاعة للحاكم في أتباع المنهج السلفي؟
ألم تصدر جمعية الإصلاح بيان ولاء وطاعة للأمير يرفضون فيه المسيرات والفوضى؟
ثالثاً : لماذا تستدلون في الكويت بأحاديث الحاكم الظالم، مع أنكم تدينون بالطاعة للحاكم، فإما أنكم تعلنون الطاعة للأمير نفاقاً، أو أنكم تتلاعبون بالدين، وتحرفون الأحاديث لأهدافكم الرخيصة.
*
خلاصة القول:
طاعتنا لولي الأمر دين، وطاعتكم خوف ونفاق
.