2016-03-31

خلفان صاحي وألا مب صاحي؟!

يجب أن لا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء، يجب أن نتعامل مع اليهود على أنهم أبناء عم نختلف معهم على وراثة الأرض.
اليهود اليوم هم عصب الإقتصاد العالمي، وبدونهم لن يستطيع العرب انجاز مصالحهم.
اذا إلتحم العرب واليهود سيكونون قوة الله في أرضه، قوة مال، قوة عقول، قوة بشرية.
هذا ما قاله ضاحي خلفان، وما كذب خلفان في جل ما قال، فالتاريخ يخبرنا أن جدنا هو إسماعيل عليه السلام، وأخاه إسحاق عليه السلام هو جد اليهود، وبذلك نجتمع وإياهم –نسباً- في جدنا الأكبر النبي الخليل إبراهيم على السلام.
وصدق خلفان أيضاً حين قال أن اليهود هم عصب الإقتصاد العالمي، ولا أحد ينكر ذلك! حتى أن أمريكا النصرانية بجلالة عظمتها السياسية، وجبروت قوتها العسكرية تخضع إقتصادياً لسيطرة اللوبي اليهودي الذي يتحكم بمفاصل الإقتصاد الأمريكي، وبيده مفتاح باب البيت الأبيض، لذلك تجد أن كل رؤساء أمريكا بلا إستثناء يتذللون رضى اليهود، ويظهرون صغاراً أمامهم أثناء حملاتهم الإنتخابية.
وعطفاً على ما سبق، مع قراءة رقمية سريعة للقوة العسكرية الإسرائيلية الترسانة الأكبر في الشرق الأوسط، فلا نستغرب أن يقبل كل من يقدّم دنياه على دينه بقول ضاحي خلفان بأن التحالف مع اليهود سيكوّن قوة لن يوقفها أحد.
لكننا في الخليج سنضع كل هذا تحت أقدامنا، رغم كل هذه الحقائق التاريخية، والمعطيات الحاضرة، والمغريات الدنيوية المستشرفة للمستقبل، فلن نتعامل مع اليهود كأبناء عم، بل أننا لن نتعامل مع الصهاينة بأي شكل من الأشكال، كما فعل بعض قادة الدول الذين لا تربطهم باليهود لا صلة رحم، ولا جيرة، بل كان ارتباطهم دنيويًا، مصلحيًا، حقيرًا، جاء على حساب الدين، والثوابت، وصالح المسلمين.
الأصل أن نتقرب إلى الله بمعاداة اليهود، لا أن نتعامل معهم، لأنهم أعداء الله، والمؤمنين، فقد جاء في محكم كتابه:
"لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا، اليهود والذين أشركوا"
ومن الدين أن نكره اليهود، ونحتقر من يتعامل معهم، لأنهم
"يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم" كما جاء في القرآن الكريم.
وأن لا نثق في اليهود لأنهم أهل خيانة:
"واما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين"
وأن لا نتعامل معهم في تجارة، ولا مال، لأنهم يستحلون اغتصاب مالنا:
"ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤدّه إليك
ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤدّه إليك إلا ما دمت عليه قائما
ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميّين سبيل، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون"
*
التاريخ الذي أخبرنا أن اليهود هم أبناء عمنا، أخبرنا أيضاً أنهم قتلة الأنبياء، وأنهم أهل مكر وغدر.
والحاضر الذي يُظهر لنا أن التعامل مع اليهود يحقق مكاسب وقتية كبيرة، يُظهر لنا أنهم سيحققون مكاسب أكبر على حساب تلك المكاسب الوقتية التي سنكتشف أنها رخيصة جداً.
أما المستقبل فقد أخبرنا به من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم حين قال:
"لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبىء اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".
*
ربما نفهم أن خلفان يدعو للتعامل مع اليهود وبناء علاقات سياسية مع "دولة اسرائيل"، وربما أنه استدرج بأقواله الإخوان وأوقعهم في مصيدة شتم من يتعامل مع اليهود، فشتموا أنفسهم دون أن يعوا، وشتموا أردوغان، وقطر، والقرضاوي!
فإن كانت الأولى - وإن كنت لا أعتقد - فكلامه يمثله ولا يمثل سياسة الدولة، وإن كان موظف دولة، أما إن كانت الثانية فقد أوقع البسطاء، والخبثاء في المصيدة، وجعلهم في مواجهة حقيقة يتهربون منها.





*

*

*
*
*
*



*

خلاصة القول:
لعنة الله على اليهود ومن والاهم!




2016-03-03

الثلاث المهمّات

استكمالاً لمقال "سبعة نفر"
وبعد أن ثبت عقلاً، ورسخ واقعاً، أن المشاركة في الإنتخابات القادمة لمجلس الأمة هي القرار الصحيح، وأن المقاطعة غلطة ومش ح تتكرر، يأتي الحديث اليوم عن الإستعداد للمشاركة، ومن نختار.
قبل طرح الأفكار، واتخاذ القرار، علينا أولاً أن نحدد أولوياتنا التي نسعى لتحقيقها من خلال ممثلنا القادم في مجلس الأمة.
بدايةً / ماذا ينقص الشعب الميسور الحال في بلد غني آمن؟
الإنسان بطبعه لا يشبع، ولا يَقنع، ورغم أننا نتمتع بكثير، إلا أننا دائماً نرى أنه ينقصنا الكثير!
وبلا شك أنه ينقصنا كثير مما لا يُعتذر منه، لكنني اليوم سأترك كل شيء وأركز على أولى الأولويات، والتي إن تحققت بالشكل الملائم فلا أعتقد بعدها أن مواطناً يستطيع نقد الحكومة أو الحديث عن قصورها، وإشغال الشارع بالثانويات التي لن تُعجز من يُقدّم الأولويات ويعمل على تحقيقها.
أولوياتنا باختصار هي مثلث الحياة، المتمثلة في السكن الكريم، والتعليم المتطور، والرعاية الصحية الجيدة.
الثلاث المهمات اللائي لم يهتم بهن أحد!
تعهدت الحكومة بتوفير هذه الثلاث، وفعلت، لكن ليس بما يتلائم وقدرات الدولة، ولا بما يرضي طموح المواطن، ومر عليهن نواب الشعب مرور حشمة، ثم سكنوا! وألحقوا أولادهم بالمدارس الخاصة برفقة أبناء الوزراء! وسافروا لعلاج النشلة في الخارج!
لماذا لا تثار قضايا المهمات الثلاث وتولى إهتماماً بما تستحق، أو على أقل تقدير بحجم الإثارة التي تصاحب قضايا المال، والحريات؟
هل تذكر أن نائباً على مدى العقدين الماضيين تبنى في برنامجه الإنتخابي، أو جعل في أولوياته مكاناً للمهمات الثلاث؟
هل سبق وحشدوك في ساحة الإرادة لندوة عنوانها، أو مضمونها المهمات الثلاث؟
هل تم استجواب وزير إسكان فشل في توفير السكن للناس قبل أن يشيبوا؟
هل تمت مساءلة وزير تربية لتخلف التعليم؟ أو سألناه عن مُخرجات الآيفون!
هل حمل أحد هم رداءة الرعاية الصحية؟
الجواب لا، جل برامج المرشحين، وندوات المتكلمين، واستجوابات المراقبين، كانت تدور حول السرقات المالية، والكوادر، ونبيها خمس، وإزالة الدوانيات، وعدد الدوائر، وثانوياتٍ تحاكي وتستدرج عاطفة الناخب البسيط للإستحواذ على صوته.
انتهى زمن الدقّة القديمة من المرشحين الفضايحيّة، والناخبين المصدومين من المعلومة.
الآن نحن نمر في مرحلة الإستعداد للإنتخابات، وعلينا أن نفكر بهدوء، قبل أن تبدأ ندوات المرشحين ثم نتوه في زحمة الصراخ والحديث عن الملايين المسروقة! والفضائح! والمفاجآت!
دعونا نفكر، ماذا نريد؟ وكيف نختار؟ ومن نختار؟
نريد عقلاً يحدثنا عبر برنامجه الإنتخابي عن اقتراحات جديرة بالدراسة، وخطط مقنعة، وحلول جاهزة للتطبيق، ونريد ناخباً يتابع نائبه، ويفرض عليه ندوات دورية للمحاسبة.
وعند الإختيار احرصوا على الذي يحدثكم عن المهمات الثلاث، وابتعدوا عن كل الذين يتحدثون عن السرقات والفضائح والأسرار.
اختاروا الذي يخاطب عقولكم، واحذروا الذي يطرب أسماعكم.
اختاروا الذي يبني، واتركوا الذي يحاول هدم بناء الآخرين.
اختاروا من يمثلكم لا من يمثل عليكم.
أعيدوا التفكير بمن يستحق الصوت، بدلاً من إعادة تدوير النائب المستهلك صاحب الفكر البالي.
*
خلاصة القول:
 للمهمات رجالها

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...