2015-04-21

نضال سياسي أم فك إرتباط؟

"اليوم لحد يجامل أحد"
هذه عبارة جاءت ضمن كلمة للنائب السابق مسلم البراك بعد خروجه بكفالة من السجن في القضية المعروفة بـ "لن نسمح لك"، والتي حكم عليه فيها بالحبس بسنتين مع النفاذ، بانتظار حكم التمييز فيها والذي لا يحمل منتظروه كثيرا من الأمل بالبراءة.
خطاب مختلف، وأسلوب جديد، ونبرة مباشرة أكثر حدة تجاه شركاء الحراك.
فما الذي تغيّر في 51 يوماً؟
هل كان البراك يعوّل على قضية "بلاغ الكويت"، ومتهقوي في أحمد الفهد ثم صُدم باعتذاره وموت القضية؟
هل نمى إلى علمه عدم إستمرار صديق المعارضة جابر المبارك رئيساً للحكومة؟
هل تأثر سلباً بخذلان بعض شركاء الحراك له؟
لا أجزم بالأسباب وتحديدها، لكنني سأخبركم بقراءتي لكلمة أبو حمود "من غير ما أجامل أحد".
قبل أشهر كانت مطالبات الأغلبية والشعبي ومسلم البراك تحديداً بحل مجلس الأمة واستقالة الحكومة في تلميحٍ بوجود النية للعودة للمشاركة السياسية بشروط، لكن البراك يتحدث اليوم عن النضال السياسي!!
وهنا نقرأ أن مسلم البراك تيقن بعدم قدرته على خوض الإنتخابات في ظل إستمرار العمل بمرسوم الضرورة إلتزاماً بكلمته التي قطعها على نفسه، كذلك أن فترة السجن المتوقعة قد تكون عائقا أمام مشاركته في الإنتخابات القادمة فيما لو تغيرت الظروف.
لاحظت في كلمة البراك أنه تحدث عن قيادة الحراك بعبارات كررها مفادها أن "اللي يبي يقود لازم يضحي".
وقراءتي لذلك أنه يدفع أقطاب المعارضة للعمل "النضالي" ويخيّرهم بين التضحية أو الإبتعاد عن العمل السياسي وترك القيادة له هو، كونه الوحيد الذي قدم تضحية، وهي إشارة واضحة مثل عين الشمس، ومثل 1 + 1 = 2 للسعدون بالدرجة الأولى وأيضاً للنواب البارزين في الأغلبية وتحديداً عبيد الوسمي، وجمعان الحربش، ومحمد هايف.
يعني أن تكونوا مثل ما نبي أو أننا بصدد "فك إرتباط" وتكوين تجمع جديد يتعذركم!
ونحن هنا أمام مشهد إرتجالي تكرر مرات عدة خلال الـ 3 سنوات الأخيرة حيث تتشكل كُتل وتجمعات وحركات وما تلبث أن تتفكك وتقصىٰ في كل مرة أسماء، وتزاح رموز، ويتبدل شركاء، فبعد إختفاء كثير من الحركات الشبابية باللي فيها، تشكلت "نهج"، ثم فككوها، وجاء "إئتلاف المعارضة"، ثم مات، واليوم تتفركش الأغلبية وتتم الدعوة لتشكيل حزب النضال السياسي!
وبالمناسبة، هذا المصطلح الجديد، هو في الواقع ليس بطرح جديد وإن إنبهر به البعض واعتقدوا أن تعذر إيجاد الحلول وتعنت الحكومة دفع بالبراك للتصعيد وطرق أساليب غير تقليدية!
النضال السياسي المزمع إنتهاجه ليس من بنات أفكار مسلم البراك، ولا أظن أن الفكرة تبلورت عنده خلال الـ 51 يوماً التي قضاها في السجن.
النضال السياسي مصطلح روّج له كثيراً المحامي محمد الجاسم الذي يتعامل مع الوضع من حوله بطريقة شمشون الجبار، فهو المغبون الذي "عاد لينتقم".
الجاسم تحدث أكثر من مرة عن النضال السياسي ودعى له في السنوات الأخيرة لكن أحداً لم يعره أي إهتمام، وتغريداته تثبت ذلك بتواريخها.
إنتقد البراك كتلة الأغلبية لتعليق نشاطها السياسي توحيداً للصف الأمني بسبب الأوضاع الراهنة وتداعيات حرب الحوثي، لكن البراك لم يتطرق أو يبدي رأيه - الذي ينتظر سماعه كثيرون - في عاصفة الحزم.

تعليق على الهامش:
لا شك أن أطرافاً في الحكومة تتقصد مسلم البراك إلا أنه وللأسف هو من مكنهم من نفسه بكثرة الأخطاء، ساعد في ذلك قلة الناصحين من حوله، ونحن لا نملك إلا أن ندعو الله له بأن ينجيه من كيد خصومه، ويكفيه شر أصحابه، وأن يرزقه البطانة الصالحة التي تدله على طريق الخير.
وأقول له: يا أبوحمود إسمع من واحدٍ ما يجامل أحدا، الإصلاح لم يبدأ منك، ولن ينتهي بك، ولك خير مثال وعبرة في الربعي المناضل والخطيب الرمز والجري الرزين.
ثم إعلم أن السياسة كياسة، وعليك بالإستخارة.
*
خلاصة القول:
إذا برق البرق عاين في ثنايا خويّك
.





2015-04-19

سلمان صِدِيقي

بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وتحديداً أثناء مراسم العزاء، سألني أحد الأصدقاء عن رأيي في الأخبار و"التحاليل" التي انتشرت في تويتر، وتتحدث عن تغيير في سياسة المملكة تجاه الإخوان إيجاباً، والسيسي سلباً.
قلت: كيف تنبأوا بتغيّر نهج وسياسة ونوايا سلمان من ثاني يوم عزا؟
هذا إما شغل عوالم ، أو أمنيات ينشرها الخبثاء الحالمون ويرددها السذج المغفلون.
من يمتلك الحد الأدنى من الفهم السياسي يعلم أن تثبيت محمد بن نايف وزيراً للداخلية إنما هو إشارة ودلالة لا تقبل التشكيك على أن السياسة الداخلية للمملكة ثابتة ثبات راعي الرعلا ولن تتغير، لا سيما فيما يتعلق بملف الأحزاب والجماعات.
كما أن تعيينه ولياً لولي العهد رسالة أشد وضوحاً من شمس القايلة في جوٍ صحو بأن المملكة سائرة على نهجها السابق في سياستها الخارجية.
القراءة السياسية للأحداث والمتغيرات ليست مجرد "بربره" أو كلمة "تبجّها" من "حليقك" ثم تروّج لتصديقها والدفع للإقرار بها كأمر واقع.
القراءة السياسية تُبنىٰ على معطيات ويكون لها مؤشرات ودلائل، ثم يلمس الناس منها ما يثبت صحتها خلال أيام أو أسابيع أو شهرين ونص على أقصى حد!
مرت الأيام واصطدم الخبثاء المدلسون ومن خلفهم السذج المغفلون بواقع ينسف أمانيهم ويشتت أحلامهم؛ حيث إتضح لكل ذي بصيرة أن السياسة العامة للمملكة واحدة، لم ولن تتغير وإن تبدلت الأسماء، فكل قائد يكمل مسيرة من قبله.
نجاح مؤتمر مصر الإقتصادي بدعم لا محدود من الملك سلمان أكد ثبات الموقف السعودي ومتانة العلاقة مع مصر السيسي، كما أن مشاركة جيش مصر في عاصفة الحزم أكدت وفاء سيسي مصر بعهده واستمرار دعمه للخليج.
الغريب أن المروّجين لإشاعة "إنقلاب الملك سلمان على السيسي" وبعد أن ظهر زيف ما يروّجون وكذب ما يحدثون، رغم ذلك لم يتأثروا و"ما عرقت وجيههم" واستمروا بالعيش مع الناس بـ"وجيهٍ باردة"!
الغريب أيضاً أن بعضهم لا يزال يحاول إقناع الناس أن سياسة الملك سلمان فيما يتعلق بحرب الحوثي تختلف عن سياسة الملك عبدالله، ونسي هؤلاء أن الملك عبدالله حارب الحوثي، وأن عاصفة الحزم إنما هي إستمرار لما قبلها من حروب إتخذ قرارها الملك عبدالله وإن إختلف الأسلوب.
والأغرب أنهم أصبحوا يرون - مثلنا - أن الملك سلمان مثال للقائد الحازم، الحكيم، صاحب القرار، ويفخرون به - مثلنا أيضاً - رغم أنه جاء إلى الكرسي بالوراثة، ويحكم بالمركزية والتفرد بالقرار، "ولا طاري للديموقراطية عنده"، وكل ما يقوم به تجاه سقف الحريات، والمال العام إلخ، يتناقض مع مبادئهم وشعاراتهم وثوراتهم! مما يؤكد أنهم إما منافقين يتزلفون القوي المنتصر وينشدون رضاه، أو أنهم لا يبحثون فعلاً عن الديموقراطية والحريات المزعومة بقدر حاجتهم لقائد يرضي طموحهم، ويحمي حدودهم، ويؤمن أموالهم ويحفظ أعراضهم، ويعيد للمسلمين مجدهم، وللعرب وحدتهم.
المهم / اللي حصل هو أن قادة دول التعاون "ما ردوا على أحد" واتبعوا سياسة فرض الأمر الواقع وأرغموا أنوف دعاة الثورات خرفان "خريف هيلاري كلينتون العربي"، فعبروا ببلدانهم وشعوبهم مرحلة الفوضى الخلاقة التي طالت الدول العربية من حولهم.
قادة دول مجلس التعاون حققوا نجاحات كبيرة على المستوى الإقتصادي، والعسكري، والسياسي، فلهم كل الشكر والعرفان، ولا عزاء للثيران!
ومع ذلك نقول / حكومات مجلس التعاون مطالبة بالإلتفات إلى الداخل قليلاً وتحقيق طموح المواطن الخليجي .
خلاصة القول:
ما كل من قال سلمان صِدِيقي صار صِدِيقه!

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...