2012-06-12

فساد الحكومة لا يبرر فساد الشعب

الفسـاد ثاني ركبـة له سنيـــن
إختزال الفساد في شخص النائب أو الوزير أو الريّس أو حتى مشعل موضوع يحتاج لوقفة ومعالجة، فكم من فاسد (رحل) وبقي فساده!
والسؤال: لم ترك فساده خلفه؟ ولم قبل به من جاء بعده؟؟
 
المنطق يقول أن (الراحل) غير معني بشكل مباشر بهذا الفساد وما هو إلا عابر سبيل رتع قليلاً في هذا المكان وإرتحل بذنبٍ لا يتحمل منه سوى الجزء اليسير بقبوله المشاركة والسكوت عن فساد غيره.
والمنطق يقول أن من جاء بعده مثله، وهذا لا يعفيهم من المسائلة طبعاً.
الإشكالية أننا نختزل الفساد في هذا الشخص ونطالب برحيله مع علمنا يقيناً أن الفساد باق / لكن هذا أفضل ما نستطيع عمله.
 
والنماذج كثيرة لو أردنا تعدادها / وعودة سريعة بالذاكرة لإستجوابات نوابنا الأفاضل نرى أن رحيل المستجوب هو الهدف وآخر العهد بالحديث عن ذلك الفساد / وكأنما الهدف الوزير لا الفساد.
 
ذات مره رفعنا شعار (مثلث) الفساد:
أحمد الفهد- محمد شرار - محمد العبدالله
رحلوا ولم يرحل الفساد / وعادوا ولم نرفض عودتهم!
بالأمس يستقبل محمد شرار مقتدى الصدر دون أن نسمع من ينتقده.
 
وبكل بساطة / لم نهتم بعودة احمد الفهد / ولا تواجد محمد العبدالله / ولا بإستقبال محمد شرار، لسبب بسيط / لأنهم ليسوا خصوم مرحلة، ولم يحددهم نواب المعارضة أهدافاً لنصوّب عليهم سهام تغريداتنا.. وشتائمنا.
سنة لأحمد الفهد / وسنة لأمثال / وسنة للركيبي / وسنة لجابر الخالد / وسنة للشمالي / والرجيب / وراح الريّس وجاء الريّس الجديد.. تذهب الأسماء والفساد ثاني ركبة قدام عيوننا.
 
يجب أن يتوقف نوابنا الأفاضل عن إختزال الفساد في الأشخاص ويجب عليهم إنتهاج الطريق الصحيح في محاربة الفساد وإجتثاثه من عروقه.
 
ويجب عليهم ملاحقة المفسد.. حتى بعد رحيله!
يجب أن يتوقفوا عن التلاعب بمشاعر الناخبين فترة الإنتخابات.
يجب أن يتوقفواعن رفع السقف - بطرق السوالف - لمجرد حشد الناس والحصول على أكبر عدد حضور ممكن.
يجب أن يتوقفوا عن (تعالوا الإراده عندي مفاجأة) وغيرها من الحركات.
يجب أن يتوقفوا عن (مجاكرة) بعض / والغيرة من بعض مثل الحريم.
ونحن.. يجب أن نتوقف عن المبالغة في مجاملة نوابنا.
يجب أن نتوقف عن التغافل عن أخطاء نوابنا.
يجب أن نتوقف عن النظر بعين العاطفة تجاه نوابنا.
قاعدة (إذا أحسنت فـ أعينوني.. وإن أخطأت فقوموني) يجب أن تفعّل مع نوابنا.
والتقويم يكون من خلال النقد والتوجيه.
 
في الواقع نحن /
لا ننتقد السعدون لأنه رمز
ولا ننتقد مسلم لأنه ضمير
ولا ننتقد شرار لأنه أمير
ولا ننتقد الحربش لأنه صار معنا
ولا ننتقد عبيد حتى لا يعتبروننا شبيحه
ولا ننتقد الأغلبية لأنها أغلبية
 
وهذا مما أوقعنا في دوامة لم نخرج منها لعقدين من الزمن.
النقد.. والتوجيه.. والتقويم.. يكون لمن نثق به ونعتقد فيه الخير.. وبالعربي.. النقد للي فيه رجــا
ما نقوم به تجاه القلاف.. عبدالصمد.. ومرزوق والصقر..الخ ليس نقداً.. ولا تقويم.. ولا توجيه / إنما شتيمه وتشفي وفزعة.
يجب أيضاً أن لا نختزل الفساد بالكبــــار من شيوخ ووزراء وتجار
فـ الضبـّـاط الذين سيطروا على تراخيص المطاعم بحكم مناصبهم فاسدون.
والضبــّاط الذين إحتكروا تراخيص التاكسي الجوال بحكم مناصبهم فاسدون.
وموظف البلدية الذي يتجاوز عن الأغذيه الفاسدة في مطعم ولد عمه فاسد.
وموظف التجارة اللي يخالف المحلاّت المنافسه لمحلات ربعه فاسد.
وموظف الجمارك اللي (يمشّي) معاملات البعض / ويروح العصر ياخذ من محلاتهم بـ ببلاش فاسد.
وموظف الهيئة اللي (يزرّق) إسم ولد عمه أو صاحبه للحصول على جاخور رغم عدم إستحقاقه.. موظف فاسد.
والناظر اللي يسمح للطلبة بإدخال الآيفون والغش خاين للأمانة وفاسد.
وكثير من (الفاسدين الصغار) نجلس معهم ولا ننكر عليهم بل نناقش معهم الفساد اللي حاصل في البلد!
 *
أصلحوا أنفسكم..ولا تختزلوا الفساد في شخص.
 
خلاصة القول:
الحكومة هي الشعب.. والشعب هو الحكومة!

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...